بعد استغاثة المزارعين.. أزمة الفراولة في مصر 2025 تتصاعد |القصة الكاملة
تصاعدت أزمة الفراولة في مصر خلال الساعات الماضية، بعدما استغاث عدد من المزارعين بعد توقف التصدير إلى بعض الدول، ما أدى إلى إهدار كميات كبيرة من المحصول وتكبّد المزارعون خسائر مالية كبيرة، وسط انخفاض أسعار البيع وارتفاع تكلفة الإنتاج.
مصر من أبرز الدول المنتجة والمصدرة للفراولة
تعد مصر من أبرز الدول المنتجة والمصدرة للفراولة في المنطقة، إذ يتم تصدير الفراولة المصرية إلى العديد من الأسواق الدولية، خاصة أوروبا والدول العربية وأمريكا الشمالية.
البداية: انخفاض الأسعار وارتفاع التكاليف
اشتكى عدد كبير من مزارعي الفراولة من انخفاض الأسعار، مؤكدين أنهم يعتمدون على القروض من البنوك لتمويل عمليات الزراعة، ما جعلهم في مأزق حقيقي.
وقال أحد المزارعين: "اتقوا الله فينا.. إحنا اتقسم ظهرنا"، في إشارة إلى الوضع الاقتصادي الحرج الذي يعيشه هؤلاء المزارعون، بين مطرقة التكاليف المرتفعة وسندان الأسعار المتدنية.
وأشار المزارع كمال السني إلى تفاوت الأسعار بين الشركات:
شغل العراق أقل من 80 جنيه توقف.
شغل المحسن أقل من 120-130 جنيه توقف.
شغل الأوروبي أقل من 190-210 جنيه توقف.
ارتفاع تكلفة الزراعة
ويشير محمود عثمان إلى أن تكلفة زراعة الفدان الواحد تتراوح بين 500 و700 ألف جنيه، متأثرة بارتفاع أجور العمالة، حيث يعمل العامل خمس ساعات مقابل 300 جنيه، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الإيجار: 120 ألف جنيه للأراضي الرملية، و150-160 ألف جنيه للأراضي الطينية.
كما بلغت تكلفة زراعة فدان الفراولة نحو 25 ألف جنيه، بينما سعر الكرتونة في السوق المحلي لا يتجاوز 100 جنيه، ما يعكس فرقاً كبيراً بين التكاليف والأرباح.
موقف وزارة الزراعة
أكدت وزارة الزراعة أن مساحات الفراولة المزروعة شهدت زيادة بنسبة 25% هذا العام، ما أدى إلى زيادة المعروض في الأسواق.
وأوضح الدكتور خالد جاد، المتحدث باسم الوزارة، أن صادرات الفراولة حققت قفزة غير مسبوقة، مدفوعة بفتح أسواق دولية جديدة، فيما يتم تنفيذ عملية تكويد للمزارع المخصصة للتصدير لتعزيز جودة المنتج.
وأضاف جاد أن السوق الأوروبية تشهد شبه توقف في إنتاج الفراولة خلال هذه الفترة، ما يمنح المنتج المصري ميزة نسبية قوية.
تصريحات نقيب الفلاحين: لا أزمة ولكن مشكلة أسعار
أكد الحاج حسين أبو صدام، نقيب الفلاحين، أنه لا توجد أزمة فراولة بالمعنى التقليدي، مشيراً إلى أن انخفاض الأسعار ناتج عن زيادة الإنتاج مقارنة بالاحتياجات المحلية.
وأضاف أن بعض المزارعين يحمّلون الشركات مسؤولية تراجع الأسعار، لكن الحقيقة أن زيادة الإنتاج تشمل معظم المحاصيل، وليس الفراولة فقط، وأن زراعة عشوائية وغير مدروسة هي السبب الرئيسي.
حلول مستقبلية
وأوضح نقيب الفلاحين أهمية وضع خطة واضحة للمحاصيل الاستراتيجية، وتطبيق الزراعات التعاقدية لتحديد الاحتياجات بدقة قبل الزراعة، إلى جانب التنسيق بين وزارة الزراعة والتموين والتجارة والصناعة، لتحديد احتياجات السوق داخليًا وخارجيًا على مدار العام، ما يضمن استقرار الأسعار وحماية المزارع والمستهلك.