عاجل

نيكولاس مادورو.. من سائق حافلة إلى خصم واشنطن العنيد| تفاصيل

الرئيس الفنزويلي
الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو

يصنف الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، كأحد أكثر الشخصيات السياسية إثارة للجدل في أمريكا اللاتينية خلال العقود الأخيرة، حيث انتقل من العمل كسائق حافلة إلى قيادة البلاد في مرحلة اتسمت بالتقلبات السياسية والاضطرابات الاقتصادية والعقوبات الدولية.

وواجه مادورو طوال مسيرته سلسلة من الأزمات الداخلية والصدامات المتكررة مع الولايات المتحدة، حتى صنفت حكومته "منظمة إرهابية أجنبية" في عام 2025.

التدرج في السلطة.. من البرلمان إلى الرئاسة

ولد مادورو موروس في 23 نوفمبر 1962 في كاراكاس، وعمل سائقًا لحافلة ضمن شبكة "مترو كاراكاس" وعضوًا في نقابة النقل، وشارك في حملات تطالب بإطلاق سراح هوجو تشافيز بعد محاولة الانقلاب عليه عام 1992، وساهم لاحقًا في تأسيس حزب "حركة الجمهورية الخامسة".

<strong>الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو</strong>
الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو

بدأ مادورو صعوده السياسي عام 1999 كعضو في الجمعية الوطنية التأسيسية لصياغة دستور جديد، ثم انتخب في البرلمان عام 2000 وتدرج حتى أصبح رئيسًا له بين 2005 و2006.

وفي عام 2006 شغل منصب وزير الخارجية حتى 2013، وعين نائبًا للرئيس من قبل تشافيز قبل وفاته، ثم أدى مادورو اليمين رئيسًا مؤقتًا في 8 مارس 2013، وفاز بالانتخابات الرئاسية في 14 أبريل بفارق ضئيل، رغم المطالب بإعادة الفرز.

احتجاجات وأزمات سياسية

في سنوات حكمه الأولى، اتخذ مادورو خطوات تصعيدية ضد الولايات المتحدة، منها طرد 3 دبلوماسيين أمريكيين في سبتمبر 2013، احتجاجًا على ضلوعهم في انقطاع كهربائي واسع، وشهدت البلاد احتجاجات طلابية بارزة وأزمات اقتصادية كبيرة.

في عام 2016، أعلن مادورو حالة الطوارئ الاقتصادية والدستورية، وبدأ محادثات مع المعارضة، وأصدر مرسومًا لإعادة تشكيل السلطة التشريعية.

وفي يوليو 2017، جرت انتخابات الجمعية التأسيسية الموالية له وسط اشتباكات أسفرت عن وفاة 6 أشخاص، وتبعها فرض الولايات المتحدة عقوبات على مادورو ومنع الأمريكيين من التعامل معه.

<strong>مادورو وترامب</strong>
مادورو وترامب

محاولات اغتيال

أعاد مادورو انتخابه في مايو 2018 وسط عزوف شعبي وانتقادات دولية، وواجه محاولة اغتيال عبر طائرات مسيرة في أغسطس من نفس العام، كما ظهرت تقارير عن خطط انقلابية أمريكية سرية ضد حكمه، وفرضت واشنطن عقوبات على زوجته و 3 من المقربين منه.

محاولات انقلاب واتهامات أمريكية

في 2019، أعلن رئيس البرلمان خوان جوايدو نفسه رئيسًا مؤقتًا، مع اعتراف الولايات المتحدة به، بينما اتهم مادورو واشنطن بدعم انقلاب وطرد الدبلوماسيين الأمريكيين.

وفي أبريل، أحبط محاولة انقلاب اتهم فيها مادورو الرئيس الأمريكي ومستشاره للأمن القومي جون بولتون، في حين أكدت واشنطن أن مادورو كان يخطط لمغادرة البلاد قبل تدخل روسيا.

<strong>مادورو وترامب</strong>
مادورو وترامب

اتهامات بالإرهاب والفساد المرتبط بالمخدرات

في عام 2020، وجهت وزارة العدل الأمريكية اتهامات بالإرهاب والفساد المرتبط بالمخدرات إلى مادورو وكبار مسؤولي حكومته، متهمة إياهم بقيادة ما يعرف بـ"كارتل الشموس" بالتعاون مع حركة "فارك" لتهريب الكوكايين، وهو مصطلح يشير إلى كبار الضباط العسكريين المتهمين بجمع ثروات طائلة عبر تهريب المخدرات.

في 10 يناير 2025، أدى مادورو اليمين لولاية ثالثة وسط جدل دولي وانتقادات أمريكية، ليظل محورًا رئيسيًا في الأزمات بين فنزويلا والولايات المتحدة، مع استمرار مخاوف من تدخل عسكري أمريكي محتمل لتغيير النظام السياسي في كاراكاس، حيث يهيمن اليسار الراديكالي على السلطة منذ عقود.

تم نسخ الرابط