تقنيات ذكاء اصطناعي تتنبأ بالإصابة بسرطان الثدى قبل ظهوره بخمس سنوات
تصدرت دراسة حديثة عناوين الصحف العالمية، إذ أصبح بإمكان تقنيات ذكاء اصطناعي اكتشاف سرطان الثدي قبل 5 سنوات من ظهوره، وهذا ليس مجرد مصطلح تقني شائع، بل هو نقلة نوعية محتملة في مجال علم الأورام.
جاءت هذه النتائج من بحث درب تقنيات ذكاء اصطناعي على آلاف صور الثدي بالأشعة السينية، محددا أنماطا غير مرئية للعين البشرية.
سرطان الثدي أكثر أنواع السرطان شيوعا عالميا
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يعد سرطان الثدي أكثر أنواع السرطان شيوعا عالميا، إذ يصيب أكثر من 2.3 مليون شخص سنويا، في الهند وحدها، يمثل سرطان الثدي ما يقرب من ربع تشخيصات السرطان لدى النساء، مع هذه الأرقام المقلقة، يمكن لهذا التطور في مجال الذكاء الاصطناعي أن يغير الجدول الزمني للتشخيص من متأخر إلى مبكر للغاية، مما قد ينقذ أرواحا لا تحصى.
ماذا أظهرت الدراسة بالضبط؟
قام الباحثون بتدريب نموذج ذكاء اصطناعي باستخدام صور ماموجرام لآلاف النساء، بعضهن أصبن بسرطان الثدي بعد سنوات، ونجح الذكاء الاصطناعي في تحديد أنماط دقيقة تكلسات دقيقة، أو تشوهات في الأنسجة، أو تغيرات في الكثافة مرتبطة بخطر الإصابة بالسرطان في المستقبل.
اللافت للنظر هو دقته: إذ استطاعت تقنيات ذكاء اصطناعي تحديد الحالات عالية الخطورة بحساسية تضاهي حساسية أخصائيي الأشعة، بل وتتفوق عليها، في بعض الحالات، رصد الذكاء الاصطناعي علامات السرطان قبل 5 سنوات من إمكانية اكتشافه بالطرق التقليدية.
هذا لا يعني أن تقنيات ذكاء اصطناعي سيحل محل الأطباء، بل إنه يعمل جنبا إلى جنب مع الخبراء الطبيين، مما يحسن فرص اكتشاف السرطان مبكرا عندما يكون علاجه أسهل.
لماذا لا يزال الكشف المبكر هو الأهم؟
كلما تم اكتشاف سرطان الثدي في وقت مبكر، كلما زادت فرص نجاح العلاج، وإذا تم اكتشاف سرطان الثدي في المرحلة صفر أو المرحلة الأولى، فقد تصل معدلات النجاة إلى 99% ولكن مع بلوغ المرحلة الثالثة أو الرابعة، تصبح النتائج أسوأ بكثير وأكثر تعقيدا، وغالبا ما تتطلب علاجات مكثفة مثل العلاج الكيميائي والإشعاعي والجراحات المعقدة.
ويعني الكشف المبكر أيضا:
● آثار جانبية أقل
● إجراءات أقل تدخلاً
● انخفاض تكاليف العلاج
● تحسين نوعية الحياة
وهذا هو السبب وراء إحداث هذا التطور في مجال الذكاء الاصطناعي مثل هذه الضجة، إذ يمكن أن يمنح النساء بداية حاسمة.
