عاجل

مستشارة شيخ الأزهر تكشف كيفية صناعة القيادات النِّسائية المُشْرِقة

نهلة الصعيدي
نهلة الصعيدي

كشفت الدكتورة نهلة الصعيدي، مستشارة شيخ الأزهر لشئون الوافدين، كيف نبتت فكرة برنامج صناعة القيادات النسائية المشرقة، موضحة أن حديث فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب عن المرأة - أثرًا ومكانةً وحقوقًا- كان دافعًا لنا نحو العمل على ما يحفظ للمرأة كيانها ويديم نفعها في بيتها ومجتمعها وأمَّتها.

وأشارت إلى أن النسخة الثانية من برنامج صناعة القيادات النسائية المشرقة؛ جائت لتكون ترجمة صادقة لتوجيهات فضيلة الإمام الأكبر في السعي نحو النهوض بالمرأة والرقي بها، حتى تتسنم مكانتها اللائقة بها التي كفلها لها الإسلام، ونوه بها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأكدها أهل العلم العُدول في كل زمان ومكان.

كيفية صناعة القيادات النِّسائية المُشْرِقة

وأكدت الصعيدي، أن الطريقَ إلى صناعة القيادات النِّسائية المُشْرِقة يبدأ من الإيمان بقُدرات المرأة، ويَمرُّ عبر تمكينها، وينتهي إلى عالَمٍ تعلو فيه قِيَم المساواة والإنصاف؛ حيث تُضاء به ملامحُ الإنسانية، وتزدهرُ الحياةُ بقياداتٍ نسائيةٍ تقود بخُطًى ثابتة، وعقول ناضجة، وقلوب عامرة بالخير؛ فالقيادةُ ليست مجرَّد لقبٍ يُمنح أو مَنْصِبٍ يُشغَل، بل هي عبءٌ عظيمٌ، وأمانةٌ جليلةٌ تتطلَّب رؤيةً نافذة، وشجاعةً صُلبة، وعلمًا يتجاوز حدودَ المعرفة إلى سَعَة الحكمة.

وأشارت أن هذا البرنامج يُبيِّن معالِمَ القيادة الحقيقية؛ تلك التي تُبنَى على أُسُسٍ من الإدراك العميق لمفهوم القيادة ومقوِّماتها؛ حيث تُصبح المرأةُ شريكًا فاعلًا في صياغة مستقبل المجتمعات وازدهارها.

وألمحت الصعيدي، إلى أن المرأة أثبتتْ عبر التاريخ أنها قادرةٌ على حَمْلِ شُعلة القيادة بمفهومها العميق، كما حَملَتْها أمنا خديجةُ بنتُ خُويلِد -رضي الله عنها- بحكمتها في التِّجارة والدَّعوة، والسيدة أم سَلَمة-رضي الله عنها- بفطنتها في تدبير المواقف الفاصلة، والسيدة عائشة بنت أبي بكر -رضي الله عنها- بعِلْمِها الذي غدا مرجعًا للأمَّة...هذه النماذجُ ليست سوى شواهدَ على إمكانات المرأة الفِطْريَّة، إذا ما أُتيحتْ لها البيئةُ الدَّاعمةُ والتوجيهُ الرَّشيد، وهنا تَبرُزُ  رسالةُ هذا البرنامج وأهميتُه، التي لا تقتصر على توصيف القيادة، بل تدعو بوضوحٍ إلى تمكين المرأة من موقعِها الطبيعيِّ في ميادين القيادة، سواء في الأسرة أو المجتمع أو المؤسسات الكبرى؛ فالقيادة ليستْ حِكْرًا على جنس، بل هي موهبةٌ تُصقَلُ بالعلم وتُعزَّز بالعدالة، فكلَّ امرأةٍ تُهمَل في مجتمعها هي طاقةٌ مهدورة، وكلَّ قائدٍ يُصنَعُ منها هو استثمارٌ لا يَنْضَب، يُشِعُّ نورًا على أجيالٍ قادمةٍ، ويُثري الحياةَ بمزيد من العطاء، فهو مشروعٌ متكاملٌ برؤيةٍ حقيقيةٍ وإرادة صادقة لصناعة قيادات نسائية تحمل على عاتقها أعباء المجتمعات بوعيٍ وثبات؛ مشروعٌ يَرسُم مستقبلًا يَلِيق بالمرأة، مستقبلًا تنطلق فيه مواهبُها، وتُحتضَنُ إمكاناتُها، وتُصنَعُ قيادتُها على أُسُسٍ من العلم والفضيلة والعدالة. 

تم نسخ الرابط