باليخوت الفاخرة.. روسيا تتجسس على غواصات نووية بريطانية

كشفت تقارير صحفية بريطانية عن اكتشاف أجهزة تجسس روسية متطورة في المياه الإقليمية للمملكة المتحدة، يُعتقد أنها وُضعت لتعقب غواصات نووية تابعة للبحرية الملكية، ما أثار مخاوف أمنية واسعة داخل الأوساط العسكرية البريطانية.
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة «ذا صنداي تايمز»، فإن هذه الأجهزة، التي عُثرعلى بعضها في مناطق بحرية حساسة عبر عمليات مسح قامت بها البحرية الملكية، يُعتقد أنها مزروعة من قبل الكرملين بهدف مراقبة أوتخريب البنية التحتية الحيوية للمملكة، وعلى رأسها أربع غواصات من طراز "فانجارد" المزودة بصواريخ نووية.

ونقلت الصحيفة عن مصدر عسكري رفيع المستوى: "لا شك أن هناك حربًا دائرة في المحيط الأطلسي، وأن لعبة القط والفأر لم تتوقف منذ نهاية الحرب الباردة، لكنها الآن تشهد تصعيدًا غير مسبوق، فالنشاط الروسي بلغ مستويات مذهلة".
تخريب تحت البحر
تزايدت المخاوف داخل المؤسسة الدفاعية البريطانية من أن هذه الأجهزة جزء من حملة "حرب رمادية" تقودها موسكو، تستهدف كابلات الإنترنت وخطوط أنابيب الطاقة والمنشآت الحيوية تحت البحر، كما أفادت التقارير برصد معدات تجسس أُخرى في قاع البحر، إضافة إلى مركبات روسية غير مأهولة قرب كابلات الاتصالات البحرية، 11 منها تعرضت لأضرار في بحر البلطيق خلال الأشهر الـ15 الماضية.
ويُقدّر عدد الكابلات البحرية التي تربط بريطانيا بالعالم بـ60 كابلًا، بعضها لا يُعلن عن موقعه لأسباب أمنية، ما يجعلها أهدافًا محتملة.

اليخوت أداة تجسس
من جانب آخر، كشفت مصادر استخباراتية أن بعض اليخوت الفاخرة المملوكة لأثرياء روس ربما استُخدمت كغطاء لعمليات استطلاع تحت الماء، في إطار الأنشطة الروسية السرية.
وقال الكابتن سيمون بريسدي، وهو مسؤول في البحرية البريطانية: "مهمتنا هي التصدي لأي تهديدات تستهدف المملكة المتحدة، وإخراج الخصوم من مناطق الحرب الرمادية عبر كشف هويتهم وتقديم الأدلة التي تدينهم".

خطة «Cabot»
في ظل تصاعد التهديدات، تسعى الحكومة البريطانية إلى تأمين تمويل من شركات التكنولوجيا والطاقة لتدعيم القدرات العسكرية في حماية البنية التحتية البحرية، خاصة في ظل اعتماد هذه الشركات على شبكات الكابلات تحت البحر.
ويُنتظر أن تطلق وزارة الدفاع قريبًا مشروعًا يحمل اسم "Cabot"، لتفعيل شراكات مع القطاع الخاص في هذا المجال، ومع ذلك، اقترح بعض ضباط البحرية العودة إلى نشر ألغام بحرية، وهي استراتيجية لم تُستخدم منذ الحرب الباردة.
وأكد متحدث باسم وزارة الدفاع التزام بلاده بتعزيز أمن البنية التحتية البحرية، قائلًا: "نعمل جنبًا إلى جنب مع حلفائنا في الناتو وقوة التدخل المشتركة لتعزيز قدراتنا، ومنع السفن والطائرات الروسية من العمل سرًا قرب المياه البريطانية أو أراضي الحلفاء، عبر توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي وتكثيف الدوريات المشتركة"، وأضاف: "ردعنا النووي المستمر في البحر لا يزال يقوم بدوره منذ 56 عامًا دون انقطاع، ولن يتوقف عن حماية مصالح المملكة المتحدة في المحيطات".