عاجل

احتفالية اليوم العالمي لكتاب الطفل.. لقاء ثقافي بمكتبة القاهرة الكبرى

لقطات من الاحتفالية
لقطات من الاحتفالية

احتفاءً باليوم العالمي لكتاب الطفل، نظّمت مكتبة القاهرة الكبرى ،  لقاءً ثقافيًا مميزًا برعاية وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو، والمخرج خالد جلال رئيس قطاع شؤون الإنتاج الثقافي، وبإشراف يحيى رياض يوسف مدير عام المكتبة، وذلك ضمن فعاليات المبادرة الرئاسية "بداية" التي تُعنى برعاية الطفولة والنشء.

وقد افتُتح اللقاء بكلمة الكاتب يحيى رياض يوسف، حيث قدّم نبذة عن الأنشطة المتنوعة التي تقدمها المكتبة للفئات العمرية المختلفة، مشددًا على دور قاعة الطفل بالمكتبة في تنمية الوعي والثقافة لدى الأطفال. كما أضاء على الخلفية التاريخية لقصر الأميرة سميحة كامل الذي أصبح مقرًا للمكتبة اليوم، مؤكدًا حرص المكتبة على تشكيل جيل مثقف وواعٍ بقضايا وطنه من خلال القراءة والمعرفة، وأن المكتبة تسعى دومًا إلى أن تكون مساحة للخيال والتعلُّم، وليست مجرد مكان لحفظ الكتب.

الكتابة للطفل.. سلاح تشكيل الشخصية وبناء الوعي

خلال اللقاء، تحدّث الكاتب عبده الزراع، رئيس شعبة أدب الأطفال باتحاد كتّاب مصر، عن الأهمية البالغة للكتابة الموجهة للطفل في تكوين شخصيته منذ الصغر، مستعرضًا نماذج عالمية في هذا المجال، مثل كتاب "ألف ليلة وليلة" الذي تُرجم إلى لغات عدة واستفاد منه الأطفال حول العالم. كما أشار إلى الفجوة التي يعاني منها الأدب العربي للطفل مقارنةً بالغرب، داعيًا إلى ضرورة تبنّي سياسات داعمة للكتاب والكتّاب المتخصصين في هذا المجال، من خلال النشر والتوزيع والترجمة أيضًا، لضمان وصول هذه الكتب إلى أكبر عدد ممكن من الأطفال.

فيما استعرض الكاتب والروائي أحمد العباسي أبحاثًا غربية تؤكد مدى تأثير أدب الطفل على وعي الأجيال، موضحًا أن القوى العالمية الكبرى تدرك ذلك جيدًا، فتُوجّه كتاباتها للأطفال لترسيخ أفكار التفوق والقوة، كما هو الحال في شخصية "سوبرمان". وأشار العباسي إلى الصورة السلبية التي يُروّج لها بعض الكتّاب الغربيين عن العرب، داعيًا إلى ضرورة إنتاج أدب يعزز الثقة بالذات وينقل قيمًا حقيقية، خاصة من خلال الرسومات والموسيقى والمسرح الذي يمنح الطفل ثقة بالنفس. كما شدد على أن الطفل القارئ اليوم هو المواطن المؤثر في الغد، ما يجعل من مسؤولية الكتابة له مسؤولية وطنية وثقافية كبرى.

نحو جيل قارئ.. وواعٍ بقضايا وطنه

تميز اللقاء بأجوائه الدافئة والثرية، التي ساهمت في تعزيز الوعي الثقافي لدى الأطفال والنشء، مؤكدًا على أهمية غرس حب القراءة في الأجيال الجديدة، وتشجيع الكتابة الموجهة لهم بما يسهم في تنشئة مواطن صالح، قادر على فهم قضايا وطنه والتفاعل معها بوعي ومسؤولية. كما تم التأكيد على ضرورة أن تتبنى المؤسسات التعليمية والثقافية برامج ممتدة لتعزيز القراءة والخيال والإبداع لدى الأطفال منذ سنواتهم الأولى، وأن تُمنح قصص الأطفال نفس التقدير الذي تُمنحه أعمال الكبار، باعتبارها الأساس الحقيقي لبناء الوعي الجماعي للأمة.

تم نسخ الرابط