على مَن تجب نفقة تجهيز الميت.. وهل يجوز الدعاء اللهم اجعل مثواه الجنة؟
على مَن تجب نفقة تجهيز الميت؟، سؤال أجابته دار الإفتاء من خلال موقعها الرسمي.
حكم النفقة على تجهيزات الميت
وقالت الإفتاء: الأصل في نفقة تجهيز الميت أن تكون في تركته إن ترك مالًا، فإن لم يكن له مال انتقلت إلى مَن تلزمه نفقته، فإن عُدِم أحد ممن تلزمه نفقته انتقلت إلى بيت المال، فإن عُدِم جميع ما سبق انتقلت نفقة تجهيزه فأصبحت على جميع مَن علم به وقدر على القيام به من المسلمين فرضًا من فروض الكفاية.
وبينت في تفصيل فتواها: الأصل في نفقة تجهيز الميت أن تكون في تركته إن ترك مالًا، فإن لم يكن له مال انتقلت نفقة تجهيزه إلى من تلزمه نفقته، فإن عدم أحد ممن تلزمه نفقته انتقلت إلى بيت المال. ينظر: "نور الإيضاح ونجاة الأرواح" للعلامة الشرنبلالي الحنفي، و"شرح مختصر خليل" للإمام الخراشي، و"المجموع شرح المهذب" للإمام النووي، و"المغني" للإمام ابن قدامة .
وأشارت إلى أنه إن عُدِم جميع ما سبق انتقلت نفقة تجهيزه فأصبحت على جميع من علم به وقدر على القيام به من المسلمين فرضًا من فروض الكفاية. قال الإمام ابن نجيم في "النهر الفائق": [وسائر تجهيزه... إن لم يكن له أحد ففي بيت المال فإن لم يعط ظلمًا أو عجزًا فعلى الناس أن يسألوا له ثوبًا].
وقال الشيخ الدردير في "الشرح الصغير": [إذا لم يكن للميت مال... ولا منفق (فمن بيت المال). فإن لم يكن (فعلى المسلمين) فرض كفاية].
وقال الإمام الرافعي في "الشرح الكبير": [تجهيز الميت بالتكفين والغسل وحفر القبر وحمل الجنازة والدفن فإن هذه المؤنات تختص بتركة الميت فإن لم تكن فحينئذ يجب على الناس القيام بها.
وقال العلامة البهوتي في "الروض المربع": [فإن عدم مال الميت ومن تلزمهم نفقته فمن بيت المال إن كان مسلمًا، فإن لم يكن فعلى المسلمين العالمين بحاله].
حكم الدعاء للميت
أكدت دار الإفتاء أن الدعاء للميت بقول: “اللهم اجعل مثواه الجنة” دعاء جائز ولا حرج فيه شرعًا، إذ لا دليل على قصر لفظ المثوى على النار لا في لغة العرب ولا في نصوص الشرع، ومن يمنع من ذلك إنما يتكلم بغير علم، ويقع في لون من التشدد المذموم الذي لا أصل له
الدعاء للميت عبادة مشروعة ووسيلة عظيمة ينتفع بها الميت بعد وفاته، إذ تُعَدّ من أعظم ما يُقدمه الأحياء لأمواتهم. وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: «إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ: صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ».
وذكر الولد في الحديث لا يعني قصر الدعاء عليه، بل المقصود التحفيز على برّ الوالدين بالدعاء، وإلا فإن دعاء غير الولد يصل أيضًا إلى الميت. وقد أشار الإمام النووي في “شرح مسلم” إلى أن الدعاء والصدقة يصل ثوابهما إلى الميت، وهو أمر أجمع عليه العلماء.
الدعاء بلفظ: “اللهم اجعل مثواه الجنة”
لا مانع شرعًا من قول المسلم في دعائه للميت: “اللهم اجعل مثواه الجنة”، فهي عبارة جائزة لا إشكال فيها. فكلمة “المثوى” في أصلها اللغوي تعني مكان الإقامة أو المستقر، وهو مصدر ميمي من “الثواء”. وقد جاء هذا الاستعمال في اللغة العربية والقرآن الكريم والسنة النبوية.
معنى “المثوى” لغةً
المثوى يعني المكان الذي يقيم فيه الإنسان أو يلازمه. جاء في “لسان العرب” أن المثوى هو المنزل أو الموضع الذي يثوي إليه الشخص. ومما ورد في الشعر قول الأعشى:
“أثوى وقصر ليلةً ليُزَوَّدا *** ومضى وأخلف من قتيلة موعدا”
فأثوى هنا بمعنى أقام، وهو نفس معنى “ثوى”.





