انقطاع الكهرباء في القصر اللبناني أثناء زيارة بابا الفاتيكان لبيروت..ما السبب؟
شهد القصر الجمهوري اللبناني بعبدا، انقطاع مفاجئ للتيار الكهربي، يوم أمس الأحد، وذلك أثناء زيارة بابا الفاتيكان البابا ليو الرابع عشر إلى بيروت.
الأمر الذي أثار مفاجئة الحضور بما فيها مذيعة بقناة لبنانية، إلا أن انقطاع الكهرباء لم يكن اعتياديًا مثلما يحدث في لبنان، لكن السبب هو جزء من العرض الضوئي الذي تم إعداده بمناسبة الزيارة التاريخية لبابا الفاتيكان إلى لبنان الذي كان الرئيس اللبناني جوزيف عون في مقدمة استقباله.
ليتأثر بابا الفاتيكان بهذا العرض بشكل واضح، وتحولت انقطاع الكهرباء إلى لحظة رائعة وباهرة في إطار رسالة الترحاب بزيارة بابا الفاتيكان التاريخية إلى بيروت.
تبادل الهدايا بين الرئيس اللبناني وبابا الفاتيكان
شهد اللقاء الذي جمع بابا الفاتيكان، البابا ليو الرابع عشر، في لبنان بكل من رئيس الجمهورية اللبنانية جوزيف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري، أمس الأحد، تبادلاً للهدايا الرمزية التي تجسد عمق الروابط الثقافية والدينية بين لبنان والكرسي الرسولي.
فقد قدم الرئيس جوزيف عون للبابا لوحة فنية تجسد أرزة لبنان، من تصميم الفنان نبيل نحاس، بينما أهدى البابا للرئيس اللبناني ميدالية تذكارية تحمل صور القديس شربل والقديس أندراوس الرسول، إضافة إلى معالم أساسية من التراث الروحي والحضاري، مثل مزار سيدة لبنان في حريصا، وأرزة لبنان، وجامع السلطان أحمد، وصور الأجراس.
كما أهدى رئيس مجلس النواب نبيه بري البابا ليو الرابع عشر كتابًا بعنوان:“على خطى يسوع المسيح في لبنان / In The Footsteps Of Jesus, The Messiah, In Phoenicia/Lebanon”، وذلك خلال اللقاء الذي عُقد في القصر الجمهوري في بعبدا.
الكتاب من تأليف الباحث الإيطالي مارتينيانو بيليجرينو رونكاليا، ويقدم دراسة موسعة حول وجود السيد المسيح عيسى عليه السلام في جنوب لبنان، وبشكل خاص في قانا الجليل حيث قام بمعجزته الأولى، وكذلك في صور وصيدا وبانياس. ويعتمد المؤلف على وثائق ومراجع دينية وتاريخية وتفسيرية واسعة.
ويذهب رونكاليا إلى حد التأكيد أن لبنان كان محطة أساسية في المسيرة التبشيرية للمسيح، ويرى أنه أرض مقدّسة وفق المفهوم الذي أشار إليه البابا يوحنا بولس الثاني في كتاباته.
ويبرز الكتاب مجموعة من الأدلة التاريخية والإثنوغرافية والنصوصية التي تشير إلى مرور السيد المسيح ووالدته السيدة مريم في عدد من المدن اللبنانية، كما يكشف أن العملة الفضية المستخدمة في تقديم الصدقات داخل هيكل القدس كانت تُسك في مدينة صور الفينيقية.
ويعرض المؤلف كذلك حججًا من النقد التاريخي، إلى جانب نتائج أبحاث أجراها في القدس وفي معهد الكتاب المقدس الفرنسيسكاني، بالإضافة إلى مقابلات مع متخصصين في اللاهوت والتاريخ والآثار، ما يعكس حجم الجهد العلمي المبذول لتوثيق هذه الرحلة ذات البعد الديني والثقافي.


