«الهشاشة النفسية» .. كتاب جديد يكشف أسباب ضعف الأجيال الجديدة

في السنوات الأخيرة، بدأنا نلاحظ ارتفاع ملحوظ في معدلات القلق والاكتئاب والتوتر بين فئة الشباب، إلى جانب ضعف في القدرة على التحمل والمرونة النفسية، و لكن، ما السبب؟ ولماذا أصبح الجيل الحالي أكثر هشاشة في مواجهة ضغوط الحياة مقارنةً بالأجيال السابقة؟
في كتاب "الهشاشة النفسية"، يسلط الكاتب إسماعيل عرفة، الضوء على ظاهرة تبدو حديثة لكنها متجذرة في التغيرات الثقافية والاجتماعية المتسارعة، ويطرح تساؤلًا صادمًا، هل نحن نربي جيل غير مهيأ للحياة؟
الكتاب لا يقدم نصائح مباشرة أو حلول سريعة، بل يفتح باب النقاش حول جذور الظاهرة، محذراً من تجاهلها، إليك نظرة تحليلية على أبرز محاور الكتاب وفقاً لما نشره أرار سويد مجيردي ، أمين عام الاتحاد العربي للكوتشينج ACU، على حسابه الشخصى بالفيسبوك.

الجيل الرخو
يرى الكاتب أن الشباب اليوم أقل صلابة نفسية من أقرانهم في الماضي ، ما كان يعد تحدي عابر لدى الأجيال السابقة، وأصبح الآن أزمة وجودية قد تنتهي بحالة اكتئاب، كثير من الشباب يفتقرون للنضج، يعيشون طويلًا في حالة مراهقة ممتدة، ويتوقعون من الحياة الكثير دون استعداد حقيقي لبذل الجهد أو تحمل المسؤولية.
هوس العلاج النفسي
يتحدث المؤلف، عن تحول الطب النفسي إلى ملجأ سريع لكل من يشعر بأي اضطراب، حتى لو كان مؤقتًا أو ناتجًا عن ظروف حياتية عابرة، ويشير إلى اتساع مصطلحات التشخيص بشكل مفرط، حتى أصبحت الصدمة النفسية تستخدم في وصف كل ما يؤلم الإنسان، مما يجعل من الصعب التفرقة بين الحالات الحقيقية وتلك الناتجة عن الحساسية المفرطة.
فراغ داخلي
الحاجة للحب والانتماء من الحاجات الإنسانية الأساسية، لكن تأخُّر سن الزواج، وضعف الدعم الأسري، وانتشار العلاقات العاطفية السطحية، أدى إلى فراغ عاطفي ووجودي لدى كثير من الشباب، هذا الفراغ غالبًا ما يُملأ بشكل غير صحي، مما يفاقم المشكلات النفسية.
سموم السوشيال ميديا
تسببت منصات التواصل الاجتماعي في تعزيز نزعات نرجسية وهمية، حيث بات تقدير الذات مرتبطًا بعدد الإعجابات والتفاعلات، السعي المستمر نحو الظهور، التغيير لمجرد التغيير، والإدمان على ردود الأفعال، كلها عوامل خلقت جيلًا يعاني من ضعف التركيز والملل السريع، مما يصعب عليه بناء حياة مستقرة أو تحقيق أهداف طويلة المدى.
وهم الشغف
ينتقد الكاتب خطابات التحفيز المبالغ فيها، التي تروج لفكرة أن الشغف وحده كافى لتحقيق النجاح، هذا الخطاب يغفل عن أن الواقع أكثر تعقيدًا، وأن العمل يحتاج إلى صبر، تخطيط، وجهد متواصل، لا إلى مجرد مشاعر حماسية لحظية، و الشباب الذين يغذون بهذا النوع من الكلام ينتهون غالبًا إلى الإحباط حين يصطدمون بجدران الحياة.