عاجل

في الفترة الأخيرة ظهرت ظاهرة جديدة شدت الانتباه على السوشيال ميديا… أم شيماء جمال  اللي فقدت بنتها المذيعه وبالرغم من المصيبة الكبيرة ظهرت بطريقة مختلفة جدا أمام الكاميرا.

الناس كتير اتساءلت: إزاي ممكن الواحد يتفرج عليها ويكون منبهر بالشكل ده ؟

الحقيقة إن اللي حاصل مش بس قصة ألم لكن حاجة أكبر شوية حاجة مرتبطه بطريقة تقديم الألم نفسها.

أم شيماء عندها حضور وصوت ثابت وطريقة كلام قوية وده بطبيعته بيشد الانتباه الانسان  بطبيعته بينجذب للغريب والمختلف خصوصا لما يشوف تناقض: شخص موجوع لكن واقف ثابت وكأنه على مسرح.

كمان السوشيال ميديا غيرت طريقة إحساسنا الناس اتعودت تتعامل مع المأساة كمحتوى بنشوف المصايب كأنها فيديوهات ونتفاعل مع الطريقة اللي بيحكي بيها الشخص مش بالوجع الحقيقي .

الكاريزما دي ممكن تكون دفاع نفسي طريقة الإنسان إنه يفضل واقف قدام الألم ويقدم نفسه بشكل قوي حتي لو جواه وجع كبير. والجمهور بطبيعته بيحب يشوف الصوت الواضح والحضور القوي الطريقة المرتبة مش التركيز على الألم نفسه.


لما تشوفي حد المفروض يكون منهار…
لكن واقف قوي ثابت صوته عالي وطريقته مرتبة عقلك مايفهمش فيبدأ ينبهر.

الناس ما بتتعلقش بالقصة…الناس  اتعلقت بالطريقة.

فيه حاجة اسمها “صدمة جمالية”
Shock Value
اللي هي حاجة غير متوقعة تخلي المشاهد يفوق فيتفرج أكتر.

أم بتتكلم عن موت بنتها بنبرة وثقة وكأنها مذيعة ده عكس اللي طبيعتنا فاهماه فالعين تفضل متابعة.


أزمة السوشيال ميديا: الناس بقت تتعامل مع المأساة كمحتوى
للأسف الجيل ده بقى يشوف المصايب على إنها فيديوهات.
الموت و المرض والخيانة والكوارث اتحولوا “content”.

فالناس وهي بتتفرج بتنسى إن دي أم موجوعة وتتعامل  معها على إنها:

– شخصية قويه عندها  حضور بتعرف تتكلم عندها قصة مشوقة.

وهنا المشكلة…
إن المشاهد بيحس إنه بيستمتع بطريقة الكلام وبيفصل ده عن وجع القصة نفسها.

وده خلي أم شيماء تتحول من أم لظاهرة .


-الكاريزما مش دايمًا دليل على السلام النفسي فيه نوع من الناس وقت المصايب مايعيطوش.

فيه ناس تتقمص  دور القوي لأنها لو ضعفت هتقع ومش هتعرف تقوم والكاريزما دي ساعات بتكون صدمة دفاعية او حالة إنكار
أو طريقة تعبير.

لكن السوشيال ميديا ما بتفرقش بتاخد الشكل وتسيب المضمون.

- ليه إحنا كمشاهدين “مبسوطين”؟

لأن الفيديوهات مش بتحملك مشاعر تقيلة طريقة الكلام نفسها عاملة “buffer” فبدل ما تحس  بحزن تحس بانبهار.

وده جزء من تشوه  المشاعر اللي السوشيال ميديا عملته فينا نشوف حد موجوع بس نركز على شكله وطريقة كلامه وثقته فننسى الوجع ونمسك في “الكاريزما”.

-الناس بتتعلق بالشخص اللي بيعرف يحكي مش بالوجع نفسه

الجمهور طول عمره ينجذب لصاحب الصوت الواضح اللي بيعرف يسرد اللي  عنده حضور.

حتى لو القصة مؤلمة الناس بتحب الحكي القوي وده اللي خلي أم شيماء تتحول  لـ spotlight.

وفي الآخر …..

احنا مش مبسوطين من المصيبة ولا فرحانين بالوجع إحنا انشدينا للطريقة للعرض وللكاريزما.

وده أكبر دليل على إزاي السوشيال ميديا غيرت فينا إحساسنا بقينا نتفرج على الوجع كأنه قصة وننسي إن وراه قلب أم موجوعة.

تم نسخ الرابط