التفكك الأسري.. أسبابه وعلاجه في ندوة تثقيفية لأوقاف الوادي الجديد
نظمت مديرية أوقاف الوادي الجديد ندوة تثقيفية موسعة بعنوان " ظاهرة التفكك الأسري.. الأسباب والعلاج"، وذلك بمركز شباب المنيرة، وبمشاركة المجلس القومي للمرأة ومديرية الشباب والرياضة بالمحافظة,وجاء ذلك ضمن مبادرة صحح مفاهيمك وبرعاية وزير الأوقاف الدكتور أسامة الازهري, و شهدت الندوة حضورًا كبيرا من المهتمين بقضايا الأسرة والمجتمع.
قدم الندوة الشيخ عماد أحمد نعمان، الإمام بإدارة أوقاف المنيرة، الذي تناول في محاضرته أحد أهم الملفات الاجتماعية الراهنة، مؤكدًا أن الأسرة هي اللبنة الأولى للمجتمع، وأن استقرارها يعني استقرار المجتمع بأسره.
تعريف التفكك الأسري وأسبابه
استهل الشيخ حديثه بتعريف التفكك الأسري بأنه ضعف الروابط بين أفراد الأسرة واختلال وظائفها الأساسية، ثم استعرض أبرز الأسباب المؤدية إليه، ومنها:
البعد عن المنهج الرباني في بناء الأسرة، وغياب المودة والرحمة التي أكد عليها الشرع الحنيف.
الضعف التربوي وإهمال دور الوالدين في غرس القيم والانتماء لدى الأبناء.
الخلافات المادية وسوء إدارة الموارد، ما يحول الأمور المالية إلى مصدر دائم للنزاع.
التأثير السلبي لوسائل التواصل الحديثة، التي أدت إلى العزلة داخل البيت الواحد وتقليل فرص التواصل الحقيقي بين أفراد الأسرة.
العلاج والوقاية في ضوء الشريعة
وأكد الشيخ في محاور العلاج أن مواجهة الظاهرة تبدأ من تصحيح المفاهيم الدينية والاجتماعية، مشددًا على مجموعة من الأسس أبرزها:
العودة إلى مبدأ السكن والمودة والرحمة كما ورد في قوله تعالى:
"وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَوَدَّةً وَرَحْمَةً".
تعزيز المسؤولية المشتركة بين الزوجين، استنادًا لحديث النبي ﷺ: "كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته".
اعتماد الصبر والموعظة الحسنة أسلوبًا لمعالجة المشكلات الزوجية وتجاوز الخلافات.
تفاعل الحاضرين والأسئلة المطروحة
شهدت الندوة تفاعلاً ملحوظًا من الحضور، الذين طرحوا أسئلة تتعلق بواقعهم الأسري. ومن أبرز التساؤلات المطروحة:
"كيف يمكن التوفيق بين خروج المرأة للعمل ومتطلبات الحفاظ على تماسك الأسرة وتربية الأبناء؟"
و أكد أن الإسلام لا يمنع عمل المرأة ما دام منضبطًا بضوابطه الشرعية، وأن الحل يكمن في التفاهم والشراكة بين الزوجين، وتحديد أولويات الحياة الأسرية، وتقسيم المهام بما يحقق التوازن، مع الحرص على توفير "وقت الكيف" للأسرة لا مجرد "وقت الكم".
ختام الفعالية
في نهاية الندوة، طالب الحاضرون باستمرار هذه البرامج النوعية وتكثيفها في جميع مراكز وقرى المحافظة نظرًا لأثرها الفعّال في نشر الوعي وحماية الأسرة.
واختتم الشيخ رمضان يوسف صالح الفعالية بتأكيده أن هذه اللقاءات تأتي في صميم رسالة وزارة الأوقاف، موجّهًا باستمرار انعقاد مثل هذه الندوات وتوسيع نطاقها دعمًا لمبادرة "صحح مفاهيمك"، وخدمةً للدين والوطن والمجتمع.



