١٤ درجة للحب في اللغة العربية.. أولها الهوى وآخرها هُيام

منذ الأزل، كانت اللغة العربية مرآة صافية تعكس أعماق النفس البشرية، وتسمي خفقات القلب، وتعبر عن أدق الانفعالات بصدق وبلاغة نادرتين، ولم تنتظر العربية ولادة علم النفس الاجتماعي أو تأسيس الطب النفسي لتحلل مشاعر الإنسان، بل سبقتهم جميعًا، وسكنت وجدان العاشقين، ومنحت كل مرحلة من مراحل الحب اسمًا خاصًا بها، يعكس ما يدور في القلب من لوعة واشتياق، أو شوق وهيام.
في المقابل، تختزل اللغة الإنجليزية كل أشكال الحب في كلمة واحدة "Love"، دون تفرقة بين ميل النفس، أو الحنين، أو العلاقة الجسدية، عكس اللغة العربية تأتى لتفصل كل مرحلة من الحب باسم خاص.
وقد ذكر أبي منصور الثعالبي في كتابه الشهير "فقه اللغة وسر العربية" أربع عشرة مرحلة للحب، كل منها تعبر عن تحول داخلي دقيق يعيشه المحب، وهذه المصطلحات ليست ترفًا لغويًا، بل هي ترسيم وجداني لمسار العشق في القلب العربي:

1. الهوى: تعنى بداية الطريق، ميل النفس واشتهاؤها، أول رعشة قلب حين يلتقي العينان.
2. الصبوة: هى لهو الفتوة وغفلة الشباب، وطيش العاطفة في أول تجاربها.
3. الشغف: حين يصل الحب إلى غلاف القلب، ويتسلل إلى أعمق نقطة في النفس.
4. الوجد: هو ان التفكير دائم لا ينقطع، واشتياق لا يفارق الخاطر.
5. الكلف: تعلق يشق القلب، حب يثقله ويشغله بلا راحة.
6. العشق: هو ذروة الحب، أى الإفراط فيه حتى يفيض ويغمر.
7. النجوى: هى الحزن الصامت، ولهيب داخلي لا يراه الناس لكنه يشتعل في القلب.
8. الشوق: تعنى نار الحنين، أى التوق الذي لا ينطفئ مهما اقترب المحبوب.
9. الوصب: هو ألم يفتك بالجسد من فرط الاشتياق، ويُنهك النفس ويستنزفها.
10. الاستكانة: تعنى خضوع المحب وذله، تسليم كامل لسطوة العاطفة.
11. الود: هى أصفى مراتب الحب، شعور رقيق نقي بلا قيد.
12. الخلة: هو خصوصية لا تمنح إلا لمن تفرد بالمكانة، وتعتبر حب لا يشاركه أحد.
13. الغرام: هو التعلق الأبدي، ولا انفكاك منه، ولو أضر القلب.
14. الهيام: هى الجنون الكامل من الحب، تيه الروح وضياعها في المحبوب، وكثرة العشق.