القضاء يقول كلمته في واقعة الطفلة "غنّا" ضحية الدهس بجرار زراعي في شبرا النملة
شهدت محافظة الغربية اليوم فصلًا جديدًا في قضية هزّت الشارع المصري وأثارت موجة واسعة من التعاطف، بعدما أصدرت المحكمة المختصة حكمها بحبس السائق المتسبب في وفاة الطفلة الصغيرة غنّا، والتي لقيت مصرعها إثر تعرضها للدهس أسفل عجلات جرار زراعي بقرية شبرا النملة، التابعة لمركز طنطا. وجاء الحكم بالسجن 3 سنوات مع تغريمه 100 ألف جنيه تعويضًا لأهل الطفلة، إضافة إلى كفالة مالية قدرها 50 ألف جنيه لوقف تنفيذ الحكم مؤقتًا لحين الفصل في الطعن إن تم تقديمه.
وخلال جلسة النطق بالحكم، أكد المحامي أحمد حمد، دفاع أسرة المجني عليها، أن الحكم خطوة أولى لتحقيق العدالة، مشيرًا إلى أنه سيتخذ إجراءات قانونية جديدة خلال الفترة المقبلة. وكشف المحامي عن عزمه رفع دعوى تعويض مدني ضد مالك الجرار الزراعي، باعتباره مسؤولًا تضامنيًا عن الأضرار التي لحقت بأسرة الضحية، لافتًا إلى أن الإهمال في تشغيل الجرار وعدم اتخاذ إجراءات الأمان كان سببًا مباشرًا في وقوع هذه الفاجعة الإنسانية.
بدأت الواقعة إلى يوم مأساوي داخل القرية الهادئة، حين كانت الطفلة "غنّا" ذات الخمس سنوات تقف خلف الجرار الزراعي دون أن يدرك السائق وجودها. وأثناء تراجع الجرار للخلف، دهست إحدى عجلاته الطفلة الصغيرة، ما تسبب في وفاتها على الفور. وقد حاول الأهالي إسعافها ونقلها بسرعة إلى المستشفى، إلا أنها كانت قد فارقت الحياة نتيجة إصابات متفرقة وخطيرة بمختلف أنحاء جسدها.
وبمجرد وصول البلاغ إلى الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الغربية، انتقلت قوات الشرطة إلى المستشفى لمعاينة الجثمان والوقوف على ملابسات الحادث. وأفادت التحقيقات الأولية بأن الوفاة ناجمة عن دهس مباشر تحت العجلة الخلفية للجرار، وهو ما أكدته التقارير الطبية والفحوص اللازمة. وتم تحرير المحاضر اللازمة وإحالة السائق للنيابة التي باشرت التحقيق، وصولًا إلى الحكم الصادر اليوم.
وتظل واقعة وفاة الطفلة "غنّا" جرس إنذار جديدًا حول خطورة الإهمال في قيادة الآلات الزراعية والمركبات الثقيلة داخل المناطق السكنية، خاصة في القرى التي تنتشر فيها مثل هذه الوسائل دون رقابة كافية. وبينما تستمر أسرتها في حمل آلام الفقد، يأتي الحكم ليعيد جزءًا من حق الطفولة التي خطفها الإهمال في لحظة واحدة.