عاجل

لا جاليري ديور ودار عز الدين عليه يتعاونان في معرض

تعاون ديور وعزالدين
تعاون ديور وعزالدين علية

ثمة معارض تشعر أمامها بأن الموضة ليست مجرد حرفة أو تاريخ، بل مرآة لعلاقة إنسانية تنسج خيوطها بين مبدعين يتشاركون الشغف نفسه. وهذا بالضبط ما يقدمه المعرض الجديد في لا غاليري ديور، حيث نرى إرث كريستيان ديور من خلال عينَي عز الدين علايا، المصمم الذي لم يكتفي بإعادة تعريف الجسد الأنثوي، بل كان أيضاً من أكثر الحراس وفاءً لإرث ديور.

 منذ شبابه في تونس، تعرّف علايا على عالم ديور عبر الصور والقصص، قبل أن يخطو أولى خطواته في باريس عام 1956 وينضم إلى الدار لفترة قصيرة لكنها تركت أثراً عميقاً فيه. بعد سنوات لاحقة، بدأ رحلته في جمع ما يعشقه من قطع الأزياء الراقية، بصمت ودقّة وبعينٍ تعرف كيف تلتقط قيمة الجمال. هكذا، تراكمت مجموعته الهائلة التي وصلت إلى نحو عشرين ألف قطعة، بينها ستمئة قطعة تحمل توقيع ديور أو أحد خلفائه من إيف سان لوران إلى جون غاليانو.

المعرض في لا غاليري ديور يقدّم مئة وأربعين قطعة، يعرض منها للمرة الأولى مئة وواحدة مستعارة من مؤسسة عز الدين علايا. ورغم أن أعمال علايا نفسها ليست ضمن المعروضات، إلا أن حضوره ينعكس في طريقة السرد وفي تفاصيل الاختيارات التي أشرف عليها فريق من القيّمين الذين عرفوا قربه وحرصه على هذه المجموعة. تظهر في القاعة فساتين السهرة المصنوعة من التفتا، الخصر النحيل، والتنورات المدوّرة التي شكّلت بصمة ديور، وكل ذلك يعكس سببب انجذاب علايا لهذه الجمالية الدقيقة.

إلى جانب الأزياء، يكتشف الزائر وثائق شخصية من بينها عقد عمل علايا الأول في دار ديور، ورسائل وسكيتشات نادرة تُظهر العلاقة المهنية والإنسانية التي جمعتهما. وعلى الضفة الأخرى من نهر السين، تستعد مؤسسة عز الدين علايا لعرض مجموعة إضافية بدءاً من 15 ديسمبر، وهذه المرة تُقدَّم أعمال المصممين جنباً إلى جنب لتبيان تأثير ديور المباشر على لغة علايا الإبداعية.

إنها رحلة مزدوجة تمنحنا صورة أعمق عن علايا ، ليس فقط كمبدع، بل كعاشق حقيقي للجمال وصاحبه. المعرض مفتوح حتى مايو 2026، ويمثّل فرصة نادرة لقراءة تاريخ ديور كما لم نره من قبل.

تم نسخ الرابط