ما حكم إثبات صفات الله على الحقيقة؟ عبدالله رشدي يجبب
قال الداعية الأزهري عبدالله رشدي إن طريقة أهل الحديث ومتقدمي الفقهاء «ألا يُبحث في التوحيد على أكثر مما ورد في القرآن وصريح الأقوال النبوية، وأن تُشرح أدلتهما الواضحة، حتى لو وجد مِن بينها ما يَنفي ظاهره التنزيه حُمِل على متعارف اللغة حقيقة فيه، نحو اليد، مع التنزيه عن مماثلة الخالق للمخلوق. (الطاهر ابن عاشور)».
وأوضح رشدي أن هذا النص يُبيِّنُ لك أن نصوص الصفاتِ على الحقيقة مع التنزيه وليستْ مجازاً.
واختتم رشدي بقوله: «وبذا يَتأكد ما قررناه سابقاً من أن إثبات صفات الله على الحقيقة مع التنزيه ليست تجسيماً ولا علاقة له بالتشبيه أصلاً وفرعاً».
عبدالله رشدي: من رأيتموه يُشَرِّعُ للطلب من الموتى فهو ضالٌّ
وفي وقت سابق، قال عبدالله رشدي إمام وخطيب مسجد السيدة نفيسة سابقا، إن زيارة القبور مستحبة، وزيارة قبور المشهورين بالصلاح أمرٌ درجَ عليه الخلف تبعاً للسلف.
زيارة قبور الأولياء
وأوضح عبدالله رشدي من خلال صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: أما التمسح بالقبور، أو أخذُ ترابٍ منها، أو التبرك بها فعبثٌ وضلالٌ، وكذلك الطواف بها، وأقبح من ذلك كله السجود لها.
ونبه عبدالله رشدي أن الأشد قبحاً أن نطلب من الموتى أن يقضوا لنا حوائجنا كمن يقول يا سيدي البدوي اشفني!، فمن رأيتموه يقترف هذا المنكرات فانهوْه وعلِّموه واعذروا جهلَه، ومن رأيتموه يُشَرِّعُ للطلب من الموتى فهو ضالٌّ فلا تفتتنوا به.
واختتم عبدالله رشدي: «إذن؛ هناك فرق بين زيارة قبور الصالحين وبين ارتكاب الضلال عند قبور الصالحين».
ما حكم زيارة قبور أولياء الله الصالحين ؟
تقول دار الإفتاء إن زيارة قبور العلماء والأولياء والصالحين شأنها شأن سائر القبور، زيارتها سُنَّةٌ مُسْتَحبَّة شرعًا، لا سيما وأن في زيارتهم فوائد للزائر والمزور؛ ففيها للزائر عبرة وعظة، واستجابة للدُّعاء عند قبورهم، والمزور نفع بالسلام عليه والدُّعاء له، وبأنسه يمن يزوره.
وأخرج الإمام مسلم عن السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها أنها قالت: كَيْفَ أَقُولُ يا رسول الله - يعني إذا زرت القبور - ؟ قال: قولي: السّلامُ عَلَى أَهْل الديار من المُؤْمِنِينَ وَالمُسْلِمِينَ، يَرْحَمُ اللهُ المُسْتَقْدِمِينَ مِنَّا وَالمُسْتَأْخِرِينَ وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بكم لاحقون ..
آداب زيارة قبور الصالحين
يقول الدكتور محمد إبراهيم العشماوي أستاذ الحديث الشريف وعلومه في جامعة الأزهر الشريف، إن زيارة قبور المسلمين سنة في الجملة، للرجال، بإجماع المسلمين، واختلف فيها للنساء، والمختار جوازها لهن بالضوابط الشرعية، من عدم لطم الخدود، وشق الجيوب، وإظهار السخط والجزع، والتزام الحشمة، لقوله صلى الله عليه وسلم: "زوروا القبور؛ فإنها تذكركم الآخرة"، ولقوله: "كنت نهيتكم عن زيارة القبور، ألا فزوروها"، ولم يستثن قبرا دون قبر، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر من زيارة البقيع - مقبرة المدينة - وشهداء أحد، ويسلِّم عليهم، ويدعو لهم، ويأنس بهم، ويأنسون به!
حكم زيارة قبور الصالحين وآدابها
وتابع العشماوي في بيان آداب زيارة قبور الصالحين: تتأكد الزيارة، وتستحب، للوالدين والأقربين والأرحام، وللعلماء والأولياء، ولآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم؛ لقوله تعالى: "قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى"، والزيارة من المودة!
ويستحب أن يستقبل وجه الميت قائما، قريبا منه، ويسلِّم عليه، ويدعو له، ويقرأ ما تيسر من القرآن، ويهب ثوابه له، فإن كان مستعجلا قرأ (يس) و (تبارك الملك) و(قل هو الله أحد) إحدى عشرة مرة، و (الفاتحة)، أو اقتصر على أحدها، ويستقبل القبلة عند الدعاء، وقيل: يستقبل وجه الميت، وكلاهما صواب إن شاء الله!
وشدد: لا يطوف بالقبر؛ إلا إذا مشى بضع خطوات ليستقبل وجه الميت؛ فإنه سنة، ولا يتمسح بالقبر بجسده، ولا يلمسه بيده، ولا يقبِّله، ما دام ثابت العقل، غير مغلوب عليه؛ فإن ذلك من عادات أهل الكتاب! ولا يزاحم على القبر، ولا يختلط الرجال بالنساء، وليتجنب الضوضاء، والصخب، والأكل، والشرب، والأذى!
وقد اتفق السلف والفقهاء على أن زيارة قبور الصالحين فيها منافع عظيمة، منها العظة، والاعتبار، وتذكر الموت والآخرة، والانتفاع ببركتهم، والاستئناس بأرواحهم الطاهرة، وراحة النفس بهم، ورجاء إجابة الدعاء في تلك المواضع الفاضلة، فعند الصالحين تتنزل الرحمات! وفيها أيضا نفعٌ للمَزُور بالإيناس، والدعاء له!