عاجل

خبير أمريكي: التعريفات الجمركية تحمل رسائل من ترامب لحلفائه وخصومه

ترامب
ترامب

قال مارك توث، خبير الأمن القومي والسياسة الخارجية، في حديثه حول العلاقات الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وكل من الهند واليابان، إن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قرر فرض التعريفات الجمركية على كل من حلفائه وخصومه بشكل متوازٍ، دون التفريق بين أي منهم، موضحًا أن هذه الخطوة تأتي في إطار رسائل داخلية يوجهها ترامب إلى قاعدته الشعبية، لا سيما إلى فئة العمال والعاملين في قطاع التصنيع، حيث يسعى لإعادة تأسيس القاعدة الصناعية الأمريكية.

وتابع توث خلال مداخلة مع الدكتورة منى شكر، ببرنامج "العالم شرقا"، المذاع على قناة "القاهرة الإخبارية"، إن هذه الإجراءات، رغم ما تثيره من تساؤلات، تهدف إلى إرسال رسائل إلى الصين واليابان في الوقت نفسه، ولكن من وجهة نظره، لا يعتبر هذا النهج مناسبًا، خاصة تجاه حلفاء مثل اليابان، التي تحظى بالتزام عسكري واقتصادي من قبل الولايات المتحدة، مضيفًا أن الخطوة تُظهر "صدعًا" في العلاقات، مشيرًا إلى أن ترامب يتبع نهجًا غير مثالي في تعاملاته مع الحلفاء.

 أداة للتفاوض

وأشار توث إلى أن ما يقوم به ترامب قد يُفهم كرسالة للمجتمع الدولي، لكنه لا يعتقد أن هذه التعريفات الجمركية ستكون أداة فعالة للتفاوض، بل على العكس، قد تزيد تعقيد الأمور، ورغم ذلك، لا يعتقد أن هذه السياسة ستؤدي إلى نتائج جيدة على المدى الطويل.

شدد توث على أن العالم بحاجة إلى العودة خطوة إلى الوراء، لتقييم أهداف ترامب الحقيقية، هل يسعى إلى التفاوض على اتفاقيات تجارية أفضل، أم أنه يحاول ببساطة معالجة العجز التجاري للولايات المتحدة؟ وتوقع أن يكون الهدف الأساسي وراء هذه الإجراءات هو محاولة ترامب إرضاء قاعدته السياسية داخل الولايات المتحدة، على حساب العلاقات الدولية.

الرسوم الجمركية الشاملة

وفي سياق آخر، تدرس دول الاتحاد الأوروبي الرد بشكل موحد على الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، خلال الأيام المقبلة. ومن المرجح أن تتفق على مجموعة أولى من التدابير المضادة التي تستهدف واردات أمريكية تصل قيمتها إلى 28 مليار دولار، بحسب وكالة "رويترز".

وتعني هذه الخطوة انضمام الاتحاد الأوروبي إلى الصين وكندا في فرض رسوم جمركية مضادة على الولايات المتحدة. في حين يخشى البعض من الدخول في حرب تجارية عالمية، ما يجعل السلع أكثر تكلفة بالنسبة لمليارات المستهلكين ويزج بالاقتصادات في أنحاء العالم إلى الركود.

ويواجه الاتحاد -الذي يضم 27 دولة، رسومًا جمركية بنسبة 25% على واردات الصلب والألومنيوم والسيارات، ورسومًا مضادة بنسبة 20%، اعتبارًا من الأربعاء المقبل على جميع السلع الأخرى تقريبًا.

وتشمل الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب نحو 70% من صادرات الاتحاد الأوروبي إلى الولايات المتحدة، والتي بلغت قيمتها الإجمالية 532 مليار يورو (585 مليار دولار) العام الماضي، مع احتمالية فرض رسوم جمركية على النحاس والأدوية وأشباه الموصلات والأخشاب.

ومن المقرر أن تقترح المفوضية الأوروبية، التي تنسق السياسة التجارية للاتحاد الأوروبي، على الأعضاء مساء غدٍ الاثنين قائمة من المنتجات الأمريكية التي سيتم فرض رسوم جمركية إضافية عليها ردًا على الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على الصلب والألومنيوم، عوضا عن الرسوم المضادة الأوسع نطاقًا.

ويحرص الاتحاد الأوروبي، الذي يعتمد اقتصاده إلى حد بعيد على التجارة الحرة، على التأكد من الدعم الواسع لأي ردٍّ، من أجل مواصلة الضغط على ترامب للدخول في مفاوضات في نهاية الأمر.

وتستضيف لوكسمبورج غدًا الاثنين أول اجتماع سياسي على مستوى الاتحاد الأوروبي منذ إعلان ترامب عن الرسوم الجمركية الشاملة، حيث سيتبادل الوزراء المسؤولون عن التجارة من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وجهات النظر حول التأثير وأفضل السبل للرد.

وقال دبلوماسيون من الاتحاد الأوروبي إن الهدف الرئيسي من الاجتماع هو "الخروج برسالة موحدة حول الرغبة في التفاوض مع واشنطن بشأن إلغاء الرسوم الجمركية، والاستعداد للرد بإجراءات مضادة إذا فشل ذلك".

وشهدت الأسواق المالية العالمية اضطرابات حادة خلال الأيام الماضية، عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية واسعة النطاق على عدد من الشركاء التجاريين الرئيسيين، وهو ما انعكس بقوة على مؤشرات الأسهم الأوروبية التي سجلت أكبر خسارة أسبوعية منذ يونيو 2022.
 

تم نسخ الرابط