بعيدا عن السياسة.. مركبة "سويوز إم إس-27" الفضائية تحمل روسيين وأمريكي

في خطوة كبيرة نحو الفضاء وفي إطار احتفالات روسيا بذكرى النصر في الحرب العالمية الثانية، تنطلق مركبة الفضاء الروسية "سويوز إم إس-27" بعد غد الأربعاء 8 أبريل، من قاعدة "بايكونور الفضائية" في كازاخستان، في مهمة تاريخية تهدف إلى تعزيز التعاون الفضائي الدولي، بحسب وكالة الفضاء الروسية "روسكوسموس".
وسيتواجد على متن المركبة رائدا فضاء روسيان بالإضافة إلى رائد فضاء أمريكي "في إطار رحلة مدفوعة بالعلوم والتعاون بين الدول الكبرى في مجال الفضاء"؛ حسب البيان الذي أشار إلى أن "ما يميز هذه الرحلة ليس فقط المهمة العلمية التي سيقوم بها رواد الفضاء، بل أيضاً الرسالة الرمزية التي تحملها المركبة".
ولفتتت وكالة الفضاء الروسية إلى أنه تم طباعة كلمة "النصر" على مركبة الفضاء، تكريماً للذكرى الثمانين للنصر في الحرب الوطنية العظمى (المصطلح الذي يستخدمه الروس للإشارة إلى الحرب العالمية الثانية)، التي تُعد أحد أروع لحظات التاريخ الروسي والعالمي".
وقالت: "هذه البادرة الرمزية تكتسب أهمية خاصة في ظل السياقات الجيوسياسية الحالية، حيث تشهد المنطقة تحديات عدة، مما يعزز من رمزية هذه الرحلة في تأكيد قوة روسيا ومكانتها في مجال الفضاء".
أيضاً تحمل مركبة “سويوز إم إس-27” صورة تمثال "الوطن الأم ينادي!" وهو تمثال شهير في روسيا يعبر عن التضحية والوطنية.
بجانب ذلك، تتزين المركبة بـ "شريط القديس جورج"، الذي يُعتبر رمزاً للنصر والشجاعة في الثقافة الروسية، بالإضافة إلى التواريخ من عام 1945 إلى 2025، في إشارة إلى مرور 80 عامًا على نصر روسيا في الحرب العالمية الثانية.
أهداف علمية
فيما يخص تفاصيل المهمة الفضائية نفسها، سيقضي الرائدا الفضاء الروسيان في محطة الفضاء الدولية مدة تصل إلى أكثر من عام، حيث يتوقع أن يستمرا في أداء مهام علمية وتجريبية مع الحفاظ على التواصل مع المحطة الفضائية الرئيسية.
وستشمل المهمة إجراء مجموعة من التجارب العلمية، والتي تهدف إلى تعزيز الفهم البشري حول تأثيرات الحياة في الفضاء على الجسم البشري. إضافة إلى ذلك، سيقوم الرواد الفضائيون الروس بتنفيذ مهام صيانة للمحطة وتحديثات تقنية لمواكبة التقدم المستمر في علم الفضاء.
ومع أن المهمة تتضمن البحوث العلمية، فإن هناك جزءاً مهماً آخر يتعلق بالرحلات الفضائية المستقبلية، حيث من المتوقع أن يخضع الرائدا الفضاء لرحلتين إلى الفضاء الخارجي خلال وجودهم على المحطة.
هذه الرحلات ستكون فرصاً للتدريب على القيام بمهام فضائية معقدة تتطلب مهارات متقدمة في مجال السير في الفضاء وإجراء التجارب في بيئة خالية من الجاذبية.

تعاون روسي أمريكي
يسلط وجود رائد فضاء أمريكي على متن المركبة الضوء على أهمية التعاون الدولي في مجال الفضاء. ورغم التوترات السياسية التي قد تظهر بين الدول الكبرى، إلا أن الفضاء يظل أحد المجالات التي تستمر فيه البلدان الكبرى في التعاون، حيث يتم تبادل الخبرات والتكنولوجيا بشكل مثمر.
كما تعد هذه المهمة جزءًا من استراتيجية فضائية روسية طويلة الأمد تسعى إلى تعزيز مكانة روسيا كقوة رائدة في استكشاف الفضاء.
ومع تزايد الانخراط الروسي في برامج الفضاء الدولية، تواصل روسيا تعزيز حضورها في محطة الفضاء الدولية، وهي منصة مهمة للبحث العلمي، خصوصًا في مجالات البيولوجيا، والطب، والتكنولوجيا.
كما أن هذه البعثة الفضائية تأتي في وقت بالغ الأهمية بالنسبة لتطلعات روسيا الفضائية المستقبلية، إذ يترقب العلماء والمهندسون الروس العديد من التجارب التي ستحدث في الفضاء، بما في ذلك الأبحاث على كيفية تأثير الفضاء على الدماغ البشري، وهو مجال يتطلب دراسات طويلة الأمد.