لماذا تنجذب بعض النساء للرجل المتزوج؟ التفسير العاطفي الخفي
تقع العديد من النساء في المأزق العاطفي المعقد المتمثل في الانجذاب لرجل متزوج وهو وضع ليس فقط رومانسيا بل يحمل أبعادا نفسية عميقة
قد يبدو الانجذاب في البداية منطقيا:
الرجل المتزوج أثبت قدرته على الالتزام واهتمام شخص آخر به يؤكد صفاته ويبدو كرجل يتمتع بشخصية قوية ومستقرة.
لكن الواقع غالبا ما يفرض خيبة أمل وإحباطا، واضطرابا عاطفيا. إلى أن هذا الانجذاب يكشف الكثير عن الحالة العاطفية للمرأة ونظرتها للحب والعلاقات.
الجذور النفسية للانجذاب إلى رجل متزوج
من منظور نفسي، الانجذاب لرجل متزوج غالبا ما ينبع من مجموعة عوامل عميقة.
فالرجل المرتبط ينظر إليه على أنه شخص مسؤول يعتمد عليه، وقادر على تقديم الاستقرار العاطفي والمادي
هذه الصورة قد تكون مغرية خصوصا للنساء اللاتي مررن بتجارب سلبية في علاقات سابقة أو لديهن توقعات عالية من الشريك.
لكن رغم الجاذبية الظاهرية، لا تتحول هذه العلاقات غالبا إلى علاقات صحية أو مرضية، إذ تبدأ لدى المرأة أحيانا آمال بأن يترك الرجل زواجه من أجلها، وهو ما لا يحدث غالبا مما يولد شعورا بالإحباط والذنب والاضطراب العاطفي
الانجذاب كبحث عن التقدير والاعتراف
غالبا ما يكون الانجذاب إلى رجل متزوج أكثر ارتباطا بالحاجات العاطفية غير الملباة من كونه حبا رومانسيا حقيقيا.
يوضح الخبراء أن الرجل المتزوج قد يوفر الاهتمام والعاطفة التي تشعر المرأة بأنها تستحقها، لكنه يستخدمها أيضا لتفريغ مشاعره وإحباطاته من زواجه.
هذا يسلط الضوء على جانب نفسي مهم:
غالبا ما تكون العلاقات مع رجال متزوجين بمثابة محاولة لتعويض نقص في الثقة بالنفس أو إحساس بعدم القيمة الذاتية، إذ تبحث المرأة عن تأكيد ذاتها من خلال أن يكون شخص راغبا فيها بالفعل.
مثلث كاربمان الدرامي: المنقذة والضحية والمضطهدة
يمكن فهم العلاقة مع رجل متزوج عبر إطار نفسي يعرف بـ«مثلث كاربمان الدرامي» الذي يحدد ثلاثة أدوار: المنقذة، والضحية، والمضطهدة.
في هذه الديناميكية، تأخذ المرأة دور المنقذة محاولة انقاذ الرجل من زواجه غير السعيد بينما يلعب الرجل دور الضحية، ويشتكي من زوجته، فيما تظهر الزوجة أحيانا كالمضطهدة.
هذا النمط يولد حلقة مستمرة من التضحية الذاتية والمشاعر غير الملباة ويؤدي إلى علاقات غير متوازنة.
الانفصال العاطفي وأثره على احترام الذات
أحد أكبر التحديات في العلاقات مع الرجل المتزوج هو الانفصال العاطفي، إذ غالبا ما لا تحصل المرأة على الرضا العاطفي الكامل. هذا الانسداد العاطفي يعكس نقصا في حب الذات والشعور بالقيمة، إذ تتعلق المرأة بعلاقة تمنحها شعورًا مؤقتا بالتقدير، لكنها على المدى الطويل تعزز شعورا بالنقص والشك في الذات.
الطريق نحو الصحة النفسية
إذا وجدت المرأة نفسها في علاقة مع رجل متزوج، فمن المهم إدراك أن العلاقة قد لا تكون مرضية كما تبدو. الخطوة الأولى هي مواجهة المشكلات العاطفية الكامنة التي تدفعها لهذا السلوك. يساعد العلاج النفسي والتأمل الذاتي على معالجة الاحتياجات العاطفية غير الملباة، وبناء احترام الذات، وفهم أسباب الانجذاب لشريك غير متاح عاطفيًا.
الحب الحقيقي يقوم على الاحترام
المتبادل والدعم المتبادل، بينما العلاقات القائمة على السرية والذنب والتلاعب العاطفي قد تؤدي إلى أضرار طويلة المدى. إدراك هذه الأنماط النفسية ومعالجتها يعد خطوة أساسية نحو علاقات أكثر صحة وإشباعا.
