عاجل

كيف تحولت «سيدز» من مدرسة دولية لكابوس مرعب يطارد الأطفال؟.. قصة مثيرة

المتهمين
المتهمين

في أحد أحياء المدينة الهادئة بمدينة السلام ، كانت تقف مدرسة سيدز للغات ، صغيرة في حجمها وكبيرة في أثرها  كان الناس يسمونها “مدرسة الحكايات”، لأن كل طفل يدخلها يُصبح بطل حكاية جديدة، ولكنها ليست حكاية مُسلية أو ممتعة مثل تلك الحكايات الى يرويها الآباء لأبناءهم، بل هي حكايات مؤلمة موجعة لا يمكن أن يتحملها بشر. 

 

الفصل الأول

بوابة صغيرة وقلوب مليئة بالخوف في صباح باكر، وقفت “ملك” ذات التسع سنوات أمام الباب الحديدي الأزرق، كانت تمسك حقيبتها بإحكام، كأنها درع يحميها من العالم، تحاول أن تُخفي خوفها من المدرسة الجديدة ومن كل شيء.

 

على الجانب الآخر، كان “زياد” يجلس صامتًا على الدَرَج، لا أحد يعرف أنه لا يحب الكلام، وأنه حين يحاول التعبير تتبعثر الكلمات منه كحبات الرمل.

 

وكان “آدم” يتحاشى النظر للعيون يخاف من الضوضاء ومن الأسئلة المفاجئة، هؤلاء الأطفال، رغم اختلاف مخاوفهم، وجدوا أنفسهم في مكان واحد لا يشبه أي مكان عرفوه من قبل.

 

الفصل الثاني

أول درس ليس في الكتاب دخلت «ميس ليلى» الفصل بابتسامة دافئة وقالت: “قبل أن نبدأ، عايزة كل واحد يحكي لي إيه الحاجة اللي بتخوفه؟، هنا مفيش حد هيسخر من حد هنا إحنا بنسمع بعض"… كان هذا الدرس أغرب من أي درس، رفعت ملك يدها بخجل:"أنا بخاف أغلط وبخاف حد يضحك عليا"، بينما زياد لم يتكلم لكنه كتب على ورقة: "أنا بخاف أتكلم"، أما آدم فقال بصوت خافت: “أنا بخاف لما حد يزعق".. ابتسمت «ميس ليلى» وقالت:“ الخوف مش عيب العيب إننا نسيبه يمسِك فينا، وهنا في سيدز هنمشي سوا من الخوف للنور".

 

الفصل الثالث

معجزة صغيرة كل يوم يبدأ التغيير يحدث بهدوء، لكن بقوة، ملك صارت ترفع يدها كثيرًا تخطئ مرة وتنجح عشرات المرات، وفي أحد الأيام، وقفت تحكي قصة أمام الفصل لأول مرة كان صوتها يرتجف لكنه خرج.

 

زياد تعلّم أن صوته له قيمة، ومع تدريبات بسيطة نطق أول جملة كاملة أمام زملائه فرحته كانت أكبر من أي علامة بالدفتر.

 

آدم لم يعد يهرب من الضوضاء تعلم طرقًا للتهدئة وتعلم زملاؤه كيف يساعدونه بدلًا من أن يضغطوا عليه، وكان لكل طفل انتصار صغير لكن في سيدز، الانتصارات الصغيرة تُحتفل بها كأنها ميداليات ذهبية.

 

الفصل الرابع

يوم الحلم أعلنت المدرسة يومًا باسم من الخوف إلى النور، يوم يعرض فيه كل طفل شيئًا كان يخاف منه واستطاع تجاوزه، ظهرت ملك على المسرح وهي واقفة بثقة وقدمت قصة قصيرة كتبتها بنفسها، زياد ألقى كلمة قصيرة أمام الجميع جملة واحدة فقط، لكنها كانت أعظم إنجاز في حياته.

 

آدم عزف لحنًا بسيطًا على البيانو كان صوته خافتًا، لكنه وصل إلى القلوب بقوة، وقف الأهالي تصفق بعضهم بكى فهموا لأول مرة أن أبناءهم لم يتغيروا لأنهم كبروا، بل لأن هناك من رأى نورهم قبل أن يظهر.

 

الفصل الخامس

النهاية التي لم تنتهِ غادر الأطفال ذلك اليوم وعيونهم تلمع لم يعودوا يخافون كما كانوا لأن سيدز لم تعلّمهم القراءة والكتابة فقط، بل علّمتهم كيف ينبت النور داخل قلوبهم، وفي نهاية الحكاية، كتبت «ميس ليلى» على السبورة: "كل طفل بذرة وكل بذرة تحتاج حبًّا لتُنبت حلمًا"، وهكذا لم تعد سيدز مجرد مدرسة، بل أصبحت المكان الذي تبدأ فيه القصص وتكبر فيه الأرواح.

 

وفي وقت سابق كشفت النيابة العامة تفاصيل القضية رقم 5122 لسنة 2025 إداري ثان السلام، والمعروفة باسم قضية واقعة مدرسة سيدز حيث تلقت النيابة العامة مساء يوم 20/11/2025، بلاغاً بتعرض خمسة من الأطفال المقيدين بمرحلة رياض الأطفال بإحدى المدارس التابعة لدائرة قسم ثان السلام؛ لوقائع خطف مقترن بهتك عرض من قبل أربعة متهمين من العاملين بها داخل أروقتها.

 

وباشرت النيابة العامة التحقيقات بمعرفة فريق من أعضاء نيابة شرق القاهرة الكلية واستهلتها بالاستماع لأقوال المجني عليهم الأطفال الخمسة وذويهم – بعد أن اكتسبت ثقتهم ولمست إصرارهم على المضي قدماً في الإجراءات وأخذت في الاعتبار سرية بياناتهم وحجبها عن التداول عملاً بأحكام القانون التي تعاقب على إفشاء مثل تلك البيانات – وقد اتفقت على تعرض المجني عليهم لوقائع هتك عرض بعد استدراجهم من قبل المتهمين لمكان بالمدرسة لا تكشفه آلات المراقبة وبمنأى عن الإشراف؛ وفصلوا ذلك باستغلال بعض العاملين بالمدرسة لصغر سن المجني عليهم بداعي اللهو ثم هتك عرضهم فتهديدهم بالإيذاء باستخدام سكين مما بث الرعب في أنفسهم وحال دون إبلاغ ذويهم بالواقعة.

 

الأطفال المجنى عليهم تعرفوا على المتهمين 

وأجرت النيابة العامة عرضاً قانونياً للمتهمين تعرف المجني عليهم خلاله على ثلاثة منهم ووثقت ذلك بمقاطع مصورة، وأخطرت خط نجدة الطفل وتم ندب أحد المختصين والتي أودعت تقريرها الذي أكد تعرض الأطفال للتعدي الجنسي المشار إليه.

 

إعترفات المتهمين 

كما حصلت اعترافاً تفصيلياً من اثنين من المتهمين العاملين بالمدرسة تطابق في مجرياته مع ما أدلى به الأطفال وذويهم بالتحقيقات إذ أقرا بأنهما والآخرين منذ ما يربو على العام – نظراً لهوسهم بالجنس مع الأطفال – دأبوا على استدراج أطفال "تلاميذ بمرحلة رياض الأطفال" من بينهم المعنيين بالبلاغ بعيداً عن الإشراف وآلات المراقبة وهتكوا عرضهم مستغلين صغر سنهم وبراءتهم وخوفهم من التهديد بالإيذاء.

 

معاينة مسرح الجريمة 

كما أجرى فريق من أعضاء النيابة العامة معاينةً لمسرح الواقعة – موثقة بمقاطع مصورة - بإرشاد الأطفال المجني عليهم - ضبطت خلالها السكين المستخدم في التهديد بالإيذاء وبعض الآثار المادية التي يشتبه أن تكون قد تخلفت عن بعضٍ من الوقائع محل التحقيق، فضلاً عن إرشاد أحد المتهمين المعترفين عن كيفية ارتكاب الواقعة ومكانها ووثقت ذلك بمقطع مصور.

وأمرت النيابة العامة بضبط الهواتف النقالة الخاصة بالمتهمين وحصلت أدلة رقمية تمثلت في محتويات هاتفين نقالين خاصين باثنين من المتهمين التي انطوت على ما يؤكد شغفهم بمثل تلك الانحرافات الجنسية.

 

أقوال طاقم العمل بالمدرسة 

كما استمعت لأقوال طاقم العمل بالمدرسة للوقوف على الاختصاصات الوظيفية ومنظومة العمل والإشراف على الأطفال بها. 

وفي هذا الصدد تنوه أنها قد أفردت تحقيقاً مستقلاً عن وقائع تعريض أطفال للخطر جارٍ استكمال إجراءاته.

 

حبس المتهمين 

وأمرت النيابة العامة بحبس المتهمين احتياطياً على ذمة التحقيقات كما أمرت بإرسال الآثار المادية المضبوطة من مسرح الواقعة والمتهمين والمجني عليهم لمصلحة الطب الشرعي لتوقيع الكشف الطبي الشرعي عليهم جميعاً وإعداد تقرير فني بمؤدى ذلك.

 

فحص هواتف المتهمين 

كما أمرت بإرسال الهواتف النقالة الخاصة بالمتهمين وأجهزة التسجيل لآلات المراقبة وإرسالها إلى إدارة المساعدات الفنية للفحص الفني واسترجاع ما تم حذفه من بيانات وإعداد تقرير فني بمؤدى ذلك الفحص وما عسى أن يكون له صلة بالواقعة

تم نسخ الرابط