في أكبر احتجاجات منذ عقد.. المعارضة تُصعّد ضد النظام التركي

تعهد زعيم المعارضة الرئيسية في تركيا، أوزجور أوزيل، اليوم الأحد، بمواصلة تنظيم الاحتجاجات ضد سجن أكرم إمام أوغلو، رئيس بلدية إسطنبول، المنافس البارز للرئيس رجب طيب أردوغان. تأتي هذه الاحتجاجات في سياق أكبر مظاهرات تشهدها تركيا منذ أكثر من عقد، والتي انطلقت بعد اعتقال إمام أوغلو في 19 مارس الماضي بتهم الفساد.
وقد وصف المحتجون، والأحزاب المعارضة، بالإضافة إلى الزعماء الأوروبيين ومنظمات حقوق الإنسان، هذا الاعتقال بأنه خطوة مسيسة تستهدف قمع المعارضة وتخالف المبادئ الديمقراطية.
في المقابل، تنفي الحكومة التركية أي تدخل لها في القضاء، مشيرة إلى استقلالية المحاكم في البلاد.

احتجاجات أسبوعية
خلال مؤتمر استثنائي عقده حزب الشعب الجمهوري المعارض، أعلن أوزيل، الذي تم إعادة انتخابه زعيماً للحزب، عن خطط لتنظيم احتجاجات مستمرة ضد سجن إمام أوغلو.
وأكد إن الحزب سينظم احتجاجات أسبوعية في مدن مختلفة، بالإضافة إلى مسيرات أسبوعية في مناطق متعددة في إسطنبول يوم الأربعاء مساءً. وجاء هذا المؤتمر الاستثنائي بعد أن أعلن حزب الشعب الجمهوري أن السلطات قد تعين أميناً لإدارة الحزب، على خلفية تحقيقات النيابة العامة حول مخالفات مزعومة في مؤتمره العام لعام 2023.
وكان حزب الشعب الجمهوري قد نظم تجمعات حاشدة أمام مقر بلدية إسطنبول عقب اعتقال إمام أوغلو، كما نفذ مظاهرة كبيرة في منطقة مالتيبي بإسطنبول نهاية الأسبوع الماضي.
وقد استجاب مئات الآلاف من الأتراك، بما فيهم طلاب الجامعات، لدعوات المعارضة للتظاهر. ورغم أن الاحتجاجات كانت سلمية إلى حد كبير، فقد اعتقلت السلطات نحو ألفي شخص، وتم سجن حوالي 300 منهم في انتظار محاكمتهم.

انتخابات مبكرة
في خطاب ألقاه أمام حشد كبير في أنقرة، جدد أوزيل دعوة حزبه لإجراء انتخابات مبكرة. وبينما لم يُحَدَّد موعد الانتخابات العامة المقبلة حتى عام 2028، أوضح أوزيل أنه إذا أراد أردوغان الترشح لولاية جديدة بعد ذلك التاريخ، فإنه يحتاج إلى تأييد البرلمان لإجراء انتخابات مبكرة، حيث سيكون قد وصل إلى الحد الأقصى لصلاحياته الرئاسية بحلول ذلك الوقت.
كما أطلق حزب الشعب الجمهوري حملة توقيعات للمطالبة بالإفراج عن إمام أوغلو وإجراء انتخابات مبكرة. وقال أوزيل إن الحملة قد جمعت أكثر من 7 ملايين توقيع. وكان قد حصل إمام أوغلو على دعم كبير من قاعدته الشعبية، حيث أيد حوالي 15 مليون شخص ترشيحه للرئاسة في تصويت داخلي للحزب في 23 مارس، الذي كان مخططاً له قبل اعتقاله.