صندوق التنمية الحضاري: انتهاء مشروع «روضة السيدة 2» واستنساخ تجربة شارع المعز
أكد المهندس خالد صديق، رئيس مجلس إدارة صندوق التنمية الحضارية، أن أعمال التطوير داخل القاهرة التاريخية تشهد تقدمًا كبيرًا، مشيرًا إلى انتهاء العمل في مشروع روضة السيدة 2 بنسبة 100%، واستعداده الكامل لاستقبال السكان خلال الفترة القريبة المقبلة.
وقال «صديق» إن جولة رئيس الوزراء التي بدأت أمس من «روضة السيدة» كشفت حجم الإنجاز، موضحًا أن المشروع الجديد يقع في منطقة «الطاورية» ويضم 572 وحدة سكنية، تم تنفيذها بطابع معماري إسلامي يتماشى مع هوية القاهرة التاريخية المسجلة على قوائم اليونسكو.
وأضاف خالد صديق أن الجولة شملت أيضًا مشروع الفسطاط فيو، المعروف سابقًا بمنطقة «بطن البقرة»، والمطل على حدائق الفسطاط البالغة مساحتها 500 فدان، حيث يمتد المشروع على مساحة 40 فدانًا، مؤكدًا أن التطوير هناك اكتمل وفق رؤية عمرانية تحافظ على النسق التاريخي للمكان.
وأشار خالد صديق رئيس صندوق التنمية الحضارية إلى المرور بمنطقة درب اللبانة، حيث تم الانتهاء من بناء أكثر من 29 مبنى جديدًا بنفس الطابع العمراني القديم، تأكيدًا على أن الهدف ليس إزالة عشوائيات وبناء أخرى، بل إحياء النسيج العمراني الأصيل الذي عُرفت به القاهرة عبر العصور.
وأوضح «خالد صديق» أن أعمال التطوير امتدت أيضًا إلى منطقة الحاكم بأمر الله، حيث تم الانتهاء من الواجهات والمباني المحيطة، وفق أسلوب معماري يحترم الهوية الإسلامية للمكان، مضيفا أن الدولة تعمل على إعادة القاهرة التاريخية إلى صورتها الأصلية كما كانت في ثلاثينيات القرن الماضي، مع تحديث المرافق دون المساس بالطابع المعماري.
استنساخ تجربة شارع المعز وتطوير المرور
وكشف خالد صديق رئيس الصندوق عن خطة لاستنساخ تجربة شارع المعز في شوارع موازية، وعلى رأسها شارع الجمالية الممتد من بوابة الفتوح إلى بوابة النصر، ليصبح شارعًا تجاريًا وسياحيًا يُمنع فيه دخول السيارات، ويتم تخصيصه بالكامل للمشاة.
ولمواجهة تحديات الحركة المرورية، أعلن «صديق» عن إنشاء جراج متعدد الطوابق بمساحة تقارب 100 × 150 مترًا خارج المنطقة التاريخية، ليكون نقطة تجمع السيارات والأتوبيسات السياحية، على أن يتم نقل الزوار إلى الشوارع الداخلية عبر عربات كهربائية صغيرة (جولف كار) للحفاظ على الهدوء ومنع التلوث.
وأكد أن التجارب السابقة أثبتت أن منع السيارات لا يقلل الحركة التجارية، بل يزيد الإقبال، لأن الزائرين يفضلون المناطق الهادئة الخالية من الإزعاج والتلوث، مضيفًا: «الشوارع الضيقة في القاهرة التاريخية لا تحتمل السيارات، وإعادة تحويلها لمسارات للمشاة أعاد لها جمالها وروحها».
عودة الطابع الإسلامي للشوارع
وأشار «صديق» إلى أن توجيهات رئيس الوزراء خلال الجولة نصت على عدم استخدام الأسفلت داخل المناطق التاريخية، واستبداله بأرضيات من الإنترلوك أو البازلت كما كان الحال في العصور الفاطمية والمملوكية، لضمان الحفاظ على الهوية البصرية للمكان.
وأضاف أن جميع الطرق داخل مشروع روضة السيدة 1 تم تنفيذها بالفعل بالإنترلوك، مؤكدًا أن هذا النهج سيُطبق في كل المشروعات الجديدة لإعادة الروح المعمارية للقاهرة القديمة.