أمين الفتوى: القرب من الله لا يقاس بكثرة العبادة بل بصدق النية|فيديو

أكد الدكتور علي فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن شعور الإنسان بالقرب من الله، سبحانه وتعالى، لا يُقاس بكثرة العبادات الظاهرة، وإنما بمدى إخلاصه واستمراريته في أداء تلك العبادات، بغض النظر عن عددها أو ظاهرها.
وأوضح خلال حديثه في برنامج "فتاوى الناس" على قناة الناس، أن بعض الناس يخلطون بين أمرين مختلفين تمامًا: كثرة العبادة، وشعور القرب من الله، مشيرًا إلى أن هناك من يُجهد نفسه بصور مكثفة من العبادة، كأن يُطيل قيام الليل، ويقرأ أجزاءً كثيرة من القرآن الكريم في يوم واحد، إلا أنه لا يلبث أن يُصاب بالإرهاق والتعب، فينقطع عن العبادة، وقد يُصيب قلبه الفتور، مما يؤدي إلى الانقطاع التام أحيانًا.
الاستمرارية في العبادة
وشدد الدكتور فخر على أن العبادة القليلة المنتظمة، التي يؤديها الإنسان بخشوع وتوجه صادق لله، هي أحب إلى الله من العبادة الكثيرة المتقطعة. واستشهد بحديث النبي ﷺ:" أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قلّ"، موضحًا أن الله سبحانه وتعالى يحب التوازن والاعتدال في العبادة، وهذا التوازن يتحقق فقط حين يحرص العبد على الاستمرارية.
وأضاف أن من يصلي ركعتين كل ليلة بخشوع وصدق نية، ويحرص عليهما يوميًا دون انقطاع، أقرب إلى الله من الذي يصلي لساعات ثم ينقطع. فالهدف ليس الكم، بل الاستمرارية، والحضور القلبي، والإخلاص.
القرب من الله شعور قلبي
أشار أمين الفتوى إلى أن القرب من الله ليس مظهرًا يُقاس بعدد الركعات، أو بطول الدعاء، أو بكمية الذكر، بل هو شعور روحاني داخلي، ينشأ من صدق التوجه لله، ومراقبته في السر والعلن، والمواظبة على التوبة، ورضا القلب بما قسم الله له.
وحذّر من أن العبادة إذا لم تكن مصحوبة بالإخلاص والتواضع قد تُوقع الإنسان في الغرور، وتفسد عمله دون أن يشعر، مضيفًا: "إذا أكرمك الله بكثرة العبادة، فاتهم نفسك بالتقصير، لأن الله يستحق منا أكثر مما نقدمه، واجعل همّك دوام القرب، لا كثرة العمل".

رسالة للتقرب من الله
اختتم الدكتور علي فخر حديثه برسالة توجيهية لكل من يسعى إلى التقرب من الله، مؤكدًا أن الطريق إلى الله لا يحتاج جهدًا خارقًا، بل يحتاج صدقًا في النية، واستمرارية في الطاعة، وتواضعًا في القلب، قائلاً: "من راقب الله في سره، واستحضر النية في عبادته، وجعل قلبه متعلقًا بالله، فهو في طريق القرب، حتى وإن قل عمله في الظاهر".