جدل واسع بعد تغريدة المبعوث الأمريكي إلى العراق.. ماذا قال؟
أثارت تغريدة المبعوث الأمريكي إلى العراق مارك سافايا، موجة كبيرة من الجدل، بعدما جاءت بصياغات غير معهودة في الخطاب الدبلوماسي، ما اعتبره مراقبون مؤشراً إلى تغير في أسلوب تعاطي الإدارة الأمريكية مع الملف العراقي.
وجاءت تغريدة سافايا في أعقاب الهجوم الذي استهدف حقل كورمور للغاز وما رافقه من توترات سياسية وأمنية، فاتحة الباب أمام قراءات متعددة حول نطاق التحركات الأمريكية المقبلة وحدود الضغط الذي قد تمارسه واشنطن على الحكومة العراقية في المرحلة الراهنة.
وزادت التغريدة من حالة الغموض بعد أن صرح سافايا بأنه تلقى أوامره وتوجيهاته بشأن العراق مباشرة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال لقاء جمعهما في عطلة عيد الشكر.
وقال في تغريدته:"تلقيت توجيهاتي وتحريك أوامري من القائد العام للقوات المسلحة بشأن العراق، وكان من الرائع رؤيتك يا سيادة الرئيس، ويا لها من طريقة مميزة لقضاء عطلة عيد الشكر".
وأعاد هذا التصريح النقاش إلى الواجهة حول دور المبعوث الخاص وحجم صلاحياته، خصوصاً مع تكرار الهجمات على منشآت الطاقة في إقليم كردستان.
وبدا أن سافايا يحاول إظهار نهج أكثر صرامة تجاه الجهات المسؤولة عن الهجمات، إذ وصف منفذي قصف كورمور بأنهم جماعات مسلحة خارجة عن القانون تعمل وفق أجندات أجنبية معادية، داعياً الحكومة العراقية إلى التحرّك العاجل ومحاسبة المتورطين.
كما أكد أن الولايات المتحدة ستعاقب كل جماعة مسلحة غير قانونية وكل من يدعمها، وهو موقف يتوافق مع بيان السفارة الأمريكية في بغداد التي أدانت الهجوم وطالبت بإجراءات عاجلة لحماية الاستثمارات الأميركية في الإقليم.

إشراف مباشر من البيت الأبيض
ويرى محللون أن صياغة التغريدة الأخيرة توحي بانتقال ملف العراق إلى إشراف مباشر من مكتب الرئيس الأمريكي ، وليس فقط عبر وزارتي الخارجية والدفاع، الأمر الذي يعكس رغبة الإدارة الحالية في إعطاء هذا الملف بعداً سياسياً ورمزياً أكبر مرتبطاً بإعادة ترتيب موازين القوى داخل العراق.
كما يتقاطع توقيت هذه الرسائل مع أوضاع شديدة الحساسية في البلاد، لاسيما أن مشاورات تشكيل الحكومة المقبلة قد تكون عاملاً حاسماً في تحديد توجهات واشنطن.
واعتبر الباحث السياسي علي ناصر أن المبعوث الأمريكي سيتحرك ضمن سقف عال من المطالب، لكون ولاية ترامب الثانية "تسعى لتحقيق أكبر قدر من المكاسب".
وأضاف أن تركيبة الحكومة المقبلة ستحدد شكل العلاقة مع الولايات المتحدة، وقد تفتح الباب أمام سياسات مختلفة إذا طرأت تغييرات داخلية مؤثرة.
وأشار إلى أن الاستثمارات الأميركية، ولا سيما في قطاعي الطاقة والغاز، ستكون محوراً حساساً خلال الفترة المقبلة في ظل استمرار الغموض بشأن الجهة المنفذة لقصف كورمور.



