عاجل

الفريق قاصد محمود: إسرائيل تستغل الفراغ السوري وتثبت حضورها العسكري |فيديو

التصعيد الإسرائيلي
التصعيد الإسرائيلي في سوريا

في سياق متصاعد من التوترات الإقليمية، أكد الفريق قاصد محمود، نائب رئيس هيئة الأركان الأردنية الأسبق، أن إسرائيل تمضي قدمًا في تصعيدها العسكري داخل الأراضي السورية دون وجود رادع حقيقي، مستغلة حالة الانقسام السياسي والضعف الأمني التي تمر بها سوريا، إضافة إلى الانهيار الاقتصادي الذي جعل من الدولة السورية ساحة مفتوحة أمام التدخلات الخارجية.

جاءت تصريحات الفريق محمود خلال مداخلة عبر قناة "القاهرة الإخبارية" مع الإعلامي محمد عبيد، حيث قدّم قراءة استراتيجية معمّقة لمجريات التصعيد الإسرائيلي في الجنوب السوري، وأبعاده السياسية والعسكرية على مستوى المنطقة.

انعدام الردع السوري

وأوضح الفريق محمود أن غياب قوة ردع سورية حقيقية على الأرض، في ظل انشغال النظام السوري بأزماته الداخلية، يفتح المجال أمام إسرائيل للتحرك بحرية أكبر، وتثبيت موطئ قدم عسكري في الجنوب السوري، قد يمتد لاحقًا إلى مناطق الشمال الشرقي وحتى تخوم الحدود العراقية.

وقال:" النظام السوري غارق في التحديات الداخلية، من أزمة اقتصادية خانقة إلى تفكك سياسي، مما يمنح إسرائيل فرصة نادرة لإعادة تشكيل الخريطة الميدانية في الجنوب، دون خشية من ردود فعل ميدانية فاعلة."

التقارب التركي–السوري 

لفت نائب رئيس هيئة الأركان الأردنية الأسبق، إلى أن التقارب الأخير بين أنقرة ودمشق أثار قلقًا واضحًا لدى إسرائيل، معتبرًا أن هذا التطور الدبلوماسي دفع تل أبيب إلى تسريع خطواتها التوسعية، في محاولة لفرض واقع عسكري جديد قبل أن يترسخ الدور التركي مجددًا في الشمال السوري.

مضيفا أن إسرائيل تخشى من أي محور إقليمي جديد يعيد ترتيب موازين القوى داخل سوريا، وخاصة إذا كان يتضمن تعاونًا مباشرًا بين الجيشين السوري والتركي. لذلك نشهد هذا التسارع في عمليات القصف وبناء النقاط العسكرية.

واقع جديد في الجنوب

وتطرّق الفريق قاصد محمود إلى ما وصفه بـ"مشروع طويل الأمد" تنفذه إسرائيل في مناطق الجنوب السوري، يتجاوز الاستهدافات الجوية المعتادة، مشيرًا إلى أن المعلومات الواردة من الميدان تؤكد قيام الجيش الإسرائيلي بإنشاء قواعد مؤقتة، ثم تحصينها لاحقًا، إلى جانب فرض طوق أمني يمنع السكان المحليين من الوصول إلى أراضيهم الزراعية.

وأوضح أن هذه التحركات تعكس نية واضحة لدى إسرائيل لإدارة تلك المناطق عسكريًا وأمنيًا، بما يشبه منطقة عازلة غير معلنة، تهدف من خلالها إلى تقليص أي تهديد محتمل من جانب المجموعات المدعومة من إيران أو حتى من الجيش السوري.

المجتمع الدولي غائب

اختتم الفريق قاصد محمود تحليله بالتأكيد على أن ما يجري في سوريا يعكس غيابًا شبه تام لأي دور دولي ضاغط يحد من التحركات الإسرائيلية، قائلاً: "المجتمع الدولي يتعامل مع الانتهاكات الإسرائيلية في سوريا وكأنها أمر واقع، مما يشجع تل أبيب على مواصلة استراتيجيتها التوسعية دون قلق من تبعات قانونية أو دبلوماسية."

وفي ظل هذا الغياب، حذر محمود من أن استمرار هذا النهج قد يؤدي إلى إعادة رسم خريطة النفوذ في سوريا بالكامل، بطريقة لا تخدم الاستقرار الإقليمي، بل تنذر بجولة جديدة من التوترات طويلة الأمد.

تم نسخ الرابط