خبير أمن معلومات: تطور قدراتنا السيبرانية لمواجهة الهجمات المتقدمة عالميًا

أكد المهندس محمد الحارثي، استشاري تكنولوجيات وأمن المعلومات، أن مصر تواصل تعزيز جاهزيتها السيبرانية عبر تطوير قدراتها في إجراء مناورات سيبرانية متقدمة تحاكي الهجمات التي تتعرض لها المؤسسات حول العالم بشكل لحظي.

هجمات المطارات الأوروبية نموذج للهجمات المتقدمة

وقال الحارثي في تصريحات لـ "نيوز رووم" إن المناورة السيبرانية تُنفذ وفق سيناريوهات متعددة تحاكي هجمات حقيقية على بيئات عمل جزئية أو كاملة، باستخدام تقنيات برمجية آلية تتيح محاكاة طرق الاختراق وقياس فعالية أنظمة الحماية الحالية بدقة.

وأوضح أن هذه المناورات تُبنى على بروتوكولات معدة مسبقًا، تعتمد على جزء من بيئة العمل الفعلية بهدف اختبار قدرة المؤسسات على التصدي للتهديدات المعقدة.

وأشار الحارثي إلى أن الحوادث الأخيرة التي تعرضت لها بعض المطارات الأوروبية تمثل هجمات متقدمة متعددة المراحل، قد تتضمن مزيجًا من برمجيات الفدية (Ransomware) التي تشفر الملفات وتعطل الأنظمة، إلى جانب هجمات تعطيل الخدمة الموزعة (DDoS) التي تغرق الخوادم بطلبات زائفة لتعطيل الخدمات.

وأكد أن المهاجمين عادة ما يستخدمون أكثر من أسلوب في الوقت ذاته ضمن عملية واحدة، ما يستدعي خطط تعافٍ مرنة تشمل بدائل لإعادة تشغيل الأنظمة الحيوية وفتح قنوات اتصال احتياطية عند الطوارئ.

ولفت الحارثي إلى أن مصر تمتلك قدرات قوية في الرصد الاستباقي عبر مراكز الأمن السيبراني، مدعومة بكوادر بشرية مؤهلة، ما يسمح بالكشف المبكر عن الهجمات قبل تطورها، مع الإشارة إلى أن بعض التهديدات قد تأتي من خارج البلاد، وأن هناك هجمات عالمية لم يُحدد منفذوها حتى الآن.

الذكاء الاصطناعي شريك أساسي في الدفاع السيبراني

وفي ما يتعلق بدور الذكاء الاصطناعي، أكد الحارثي أن التقنيات الذكية تلعب دورًا مهمًا في جمع وتحليل البيانات داخل البنى التكنولوجية للمؤسسات، ورصد نقاط الاتصال المحتملة، وتوليد سيناريوهات للهجوم تساعد في الاستعداد والتعامل السريع.