طارق بهاء: السوق العقاري في مصر يشهد استقرارًا حقيقيًا بعد سنوات من التذبذب
أكد المهندس طارق بهاء، الخبير العقاري وعضو جمعية رجال الأعمال، أن السوق العقاري في مصر يشهد خلال الفترة الحالية حالة من الاستقرار النسبي بعد سنوات من التذبذب السعري والتغيرات المتتابعة.
ووجهت الإعلامية سارة محي مقدمة برنامج "المختصر المفيد" على موقع نيوزر ووم، سؤالًا مباشرًا للمهندس طارق بهاء، الخبير العقاري حول رؤيته للوضع العقاري الراهن ومستقبل القطاع في ضوء المتغيرات الاقتصادية الأخيرة.
وأوضح الخبير العقاري أن هذا الاستقرار يعود في الأساس إلى ثبات التكلفة وهدوء حركة الدولار، باعتباره العامل الأكثر تأثيرًا في تحديد أسعار السوق بمختلف قطاعاته، وعلى رأسها العقارات.
وأضاف أن العقار ما يزال الخيار الأول لدى شريحة كبيرة من المصريين الذين يمتلكون فوائض مالية، مما يجعل حركة الشراء نشطة نسبيًا رغم الظروف الاقتصادية.
تراجع الطفرات السعرية وبداية مرحلة الاتزان
وأشار المهندس طارق بهاء إلى أن السوق العقاري مرّ خلال عامي 2023 و2024 بعدد من الطفرات الكبيرة في الأسعار نتيجة عوامل محلية وعالمية، إلا أن عام 2025 بدأ يشهد تحولًا واضحًا نحو مرحلة الاتزان، وهو ما يلمسه المتعاملون في السوق سواء من جانب المطورين أو المشترين.
وأكد أن عام 2026 سيكون وفق المؤشرات الحالية عامًا مميزًا على مستوى أداء السوق، وستعود حركة الأسعار إلى وتيرتها الطبيعية بعيدًا عن الطفرات المفاجئة، كما ستتضح الرؤية بشكل أكبر أمام الراغبين في الشراء، الأمر الذي يعزز فرص التخطيط المالي السليم واتخاذ قرارات استثمارية مدروسة.
طبيعة الاستثمار تحدد الاختيار بين العقار والذهب
وتطرق الخبير العقاري خلال اللقاء إلى سؤال حول أفضل مسار استثماري يمكن للمواطنين الاعتماد عليه في ظل تداخل الخيارات بين العقار والذهب وأوجه الاستثمار الأخرى.
وأوضح أن تحديد الاستثمار الأنسب يعتمد بشكل أساسي على طبيعة كل شخص وظروفه المالية، فهناك من يحتاج إلى استثمارات قصيرة الأمد، بينما يفضل آخرون الاستثمارات الطويلة التي تحقق عوائد على مدى سنوات.
وأكد أن الاستثمار العقاري يندرج ضمن الاستثمارات طويلة الأجل، ويحتاج إلى فترة زمنية لظهور العائد الحقيقي، بينما يُعد الذهب استثمارًا قصير المدى نسبيًا، وتظهر نتائجه خلال عام أو عامين، ومع ذلك، تبقى الثقافة الاستثمارية السائدة لدى المصريين قائمة على اعتبار العقار “الملاذ الآمن” والأكثر قدرة على الحفاظ على القيمة بمرور الزمن.
الثقة الشعبية في العقار ركيزة دعم للسوق
وأشار المهندس طارق بهاء إلى أن النظرة التاريخية للمصريين تجاه العقار تمثل أحد أهم أعمدة دعم السوق، إذ ما زال العقار بالنسبة لمعظم الأسر هو الأصل الأكثر أمانًا مقارنة بغيره من قنوات الاستثمار.
وأضاف أن هذه القناعة تشكل عاملا إيجابيًا في تحريك السوق وتعزيز الطلب، خاصة في ظل المنافسة القوية التي يشهدها القطاع بين المطورين العقاريين، والتي تصب في مصلحة المستهلك بالنهاية.
وشدد على أن السوق الحالي يعد فرصة جيدة للراغبين في شراء العقارات سواء للسكن أو الاستثمار، في ظل تراجع حدة الارتفاعات غير المبررة وعودة الأسعار إلى مسارها الطبيعي، وهو ما يمنح المشترين قدرة أكبر على اتخاذ قرارات واعية ومدروسة.
توقعات إيجابية واستمرار الاستقرار
وأكد بهاء أن المرحلة المقبلة ستشهد المزيد من الاستقرار والتوازن داخل السوق العقاري إذا استمرت المؤشرات الاقتصادية على هذا النحو، مشيرًا إلى أن العلاقة بين تكلفة البناء، وحركة الدولار، وحجم الطلب، هي العوامل الحاسمة في رسم ملامح مستقبل القطاع.
وأضاف أن المنافسة القوية بين الشركات العقارية تعد مؤشرًا صحيًا يعكس قوة السوق، ويسهم في تقديم منتجات عقارية متنوعة بأسعار تنافسية، مما يخلق بيئة استثمارية أفضل للمواطنين والمستثمرين على حد سواء.