هل يجوز أن تصلي المرأة أمام الرجال؟.. دار الإفتاء توضح
في ظل تكرار بعض المواقف اليومية، سواء في أماكن العمل أو التجمعات العائلية، أو حتى في الساحات المفتوحة وأماكن الصلاة الجماعية، سؤال: “هل يجوز للمرأة أن تصلي أمام الرجال؟” ليتصدر المشهد، مثيرًا حالة من الجدل بين مؤيدين ورافضين، خاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ما دفع الجهات الدينية الرسمية للرد وتوضيح الحكم الشرعي بشكل قاطع.
رأي دار الإفتاء في صلاة المرأة أمام الرجال:
أكدت دار الإفتاء أن صلاة المرأة أمام الرجال – في حال وقوعها – لا تبطل صلاتها، ولكنها ليست الوضع الأمثل، مشيرة إلى أن الشريعة الإسلامية تحرص على الحفاظ على آداب الصلاة، وتنظيم الصفوف، بما يضمن الخشوع وعدم إثارة الفتنة أو التشويش على المصلين.
وأضافت الإفتاء أن الأصل في ترتيب الصفوف، كما ورد في حديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “خير صفوف الرجال أولها، وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها، وشرها أولها”، يشير إلى أن المرأة ينبغي أن تصلي في مكان منفصل أو في صفوف خلفية عن الرجال، وهو ما اتفقت عليه المذاهب الأربعة، حفاظًا على هيبة الصلاة ونظامها.
أما في الحالات الخاصة، كالصلاة في البيت أو الأماكن المفتوحة التي لا تتوفر فيها مساحات مخصصة للنساء، فأكدت الإفتاء أن الصلاة صحيحة بشرط التزام المرأة بالاحتشام الكامل وارتداء الزي الشرعي، وألّا يكون في ذلك تعمد للتبرج أو إثارة الانتباه.
وفيما يتعلق بإمامة المرأة في الصلاة، شددت دار الإفتاء على أنه لا يجوز للمرأة أن تؤم الرجال في الصلاة، حتى وإن كانت على علم واسع بأحكام الدين، وهو ما أجمعت عليه المذاهب الفقهية، بينما يجوز لها أن تؤم نساءً أو أطفالاً من محارمها في البيت أو التجمعات العائلية الصغيرة.
واختتمت دار الإفتاء توضيحها بالتأكيد على أن الإسلام دين يُراعي الظروف والمواقف، لكنه لا يتنازل عن مبادئ تنظيم العبادة وآدابها، داعية إلى احترام خصوصية أماكن الصلاة ومراعاة مشاعر الآخرين، وخاصة في المساحات المشتركة
-الشروط اللازمة لصحة الصلاة أمام الرجال
• الاحتشام: يجب على المرأة أن ترتدي الزي الشرعي الساتر.
• عدم إثارة الفتنة: يجب تجنب أي تصرف قد يلفت الانتباه أو يخل بنظام الصلاة.
• عدم الترتيب المسبق: في حالات معينة، إذا لم توجد أماكن مخصصة للنساء، يمكن أن تصلي المرأة أمام الرجال، ولكن يجب أن تكون هذه حالة اضطرارية.
