عاجل

متحف قناة السويس أهم المشروعات السياحية التي ينتظرها أبناء مدينة الإسماعيلية

متحف قناة السويس
متحف قناة السويس

يعد متحف قناة السويس العالمي، أحد أهم المشروعات السياحية التي ينتظر أبناء مدينة الإسماعيلية افتتاحه، خلال فترة قريبة، ليعيد أوروبا بتاريخها إلى مدينتهم المعروفة باسم «باريس الشرق»..

يعود تاريخ المبني إلى عام 1862، عندما قام المهندس الفرنسي فرديناند ديليسبس بإقامة مقر إقامة له في مدينة الإسماعيلية، وهو المبنى المعروف حالياً باسم «فيلا ديليسبس»، وإلى جواره المبنى الإداري الخاص بشركة قناة السويس العالمية، وفي الأيام الأخيرة من عهد الرئيس الأسبق، حسني مبارك، تحول المبنى إلى مقر لأمانة «الحزب الوطني الديمقراطي» بمحافظة الإسماعيلية.

أنشأت (فيلا دى ليسيبس) كأول منزل بُنى فى الإسماعيلية ، تم وضع حجر الأساس للمبنى المميز فى 27 ابريل من عام 1862.

وقال المؤرخ أحمد فيصل أن  المهندس الفرنسى هاردون قام بتصميم هذا السكن وتوفى فى الإسماعيلية بعد تصميمه وانشائها بعامين كاملين.

وأشار فيصل ، أن فيلا دى ليسيبس بنيت على هيئة شكل مثلث مقلوب لتكون قاعدة المثلث فى اتجاه الشمس ورأس المثلث هى الآن تعتبر النصب التذكارى لضريح المهندس الفرنسى القديس سان فرنسوا دي سالا وهو وكيل شركة قناه السويس العالمية قبل تأميمها فى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر لتكون شركة مساهمة مصرية، والذى توفى فى منطقه برزخ السويس وسمى اسمه على كوبرى سالا مقابلة لحدائق الملاحة وقاطع لطريق محمد على القديم.

وأوضح أن المنزل صمم من أجود وأرقى أنواع الخشب العالمية وبمواصفات خاصة ليظل حتى يومنا هذا شاهدا على التاريخ شامخا يحكى قصة احتضانه مهندس فرنسى عشق الاسماعيلية وترك بصمات فى تصميمها وتخطيطها العمرانى، وصمم قناة السويس وظل رئيسا لها على مر ثلاثة عقود من الزمان.

يقع المنزل فى موقع متميز جدا حيث يقع فى المربع الأوسط فى مواجهه بحيرة التمساح على طول ممشى شارع محمد على الرائع والمتميز بالحدائق وأندر أنواع الأشجار المرتفعة التى تنبت بفرنسا وبريطانيا.

شهد المسكن الذهبى توسعة فى مساحة الفيلا، وذلك عام 1901، بقصد جعل المنزل أكثر راحة بشرط أن يظل محافظا على طابعه الأصلى ومزاياه الأساسية منذ وضع أول حجر أساس به.

دليسيبس : من عشقه لها سمى أبنته الإسماعيلية 

عاش دى ليسيبس فى هذه الفيلا أجمل لحظات عمره وذكراياته كلها بها، وشهد بنفسه قبل وفاته بأن أجمل ذكريات عمره على الاطلاق كانت أجمل هنا فى الاسماعيلية حتى أنه من شدة انجذابه وعشقه لها أسمى ابنته الصغرى من زوجته الشابة الثانية (الإسماعيلية) وهى على قيد الحياة حتى الآن وتعيش بفرنسا وتتحدث العربية بطلاقة لأنها نمت ونضجت بشبت بالاسماعيلية.1

وهناك ما يثير الاهتمام وكذلك الاعجاب بذكاء وبراعة وجمال تصميمات الفيلا حيث يوجد تحت فيلا دى ليسيبس شبكة من الانفاق تربط منطقه حى الافرنج (المنطقة الواقع بوسطها المبنى) بالكامل وهى: "نفق يربط بين سنترال هيئه قناة السويس وفيلا دى ليسيبس، ونفق يربط بين السنترال وبين مبنى ادارة هيئه قناه السويس، ونفق يربط فيلا دى ليسيبس ومحطة السكة الحديد، ونفق يربط بين فيلا دى ليسيبس وقصر الخديو اسماعيل ومكانه الآن مشتل هيئة القنال، ونفق يربط بين الفيلا ومستشفى شوقى خلاف".

وتبدأ قصة متحف قناة السويس العالمي عندما قررت هيئة قناة السويس، بالتعاون مع جمعية «أصدقاء ديليسبس»، إعادة تأهيل المبنى مرة أخرى، وتطويره ليكون متحفاً عالمياً، يضم تاريخ الهيئة، منذ افتتاحها وحتى افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي للقناة الجديدة.

يضم المبنى ما يقرب من 90 غرفة، وتم تخصيصها للعاملين الفرنسيين، ويشغل مساحة 10 آلاف متر مربع، ومزود بشبكة أنفاق داخلية، تصل بين المقر الإداري لقناة السويس وفيلا ديليسبس المجاورة له.

يُميز المبني إقامته بالألواح الخشبية المتراصة، وهو ما جعله قريباً من الطراز الإسلامي، إلا أن شكل عمارته يضاهي الطراز الأوروبي في القرن الماضي، وهو ماعملت فرق الترميم من كلية الآثار، على إعادته خلال الأيام الماضية، حيث عملت الفرق على ترميم 114 باباً، و175 نافذة، و303 أعمدة خشبية، على مدار عامين تقريباً، لإعادة تركيبهم مرة أخرى، عقب انتهاء أعمال الصيانة في أساسيات المبنى.

يبلغ تكلفة المشروع ما يقرب 200 مليون جنيه، لافتاً إلى أنه جرى تكثيف العمالة لضغط البرنامج الزمني في المشروع، لسرعة تسليمه.

المشروع يشمل إدارج استراحة فرديناند ديليسبس داخل المتحف، كما يتضمن أيضاً عمل جدارية تذكارية تحكي تاريخ قناة السويس، حيث يمتد المشروع على مساحة 10 آلاف متر مربع، تمثل مساحة المباني المشغولة منها 5500 متر، وبدروم بمساحة 1200 متر، كما يشمل المشروع شبكة أنفاق داخلية ممتدة خارج نطاق المتحف.

بدء العمل في المشروع بترميم الأعمال الخشبية، بالكشف عن اللون الأصلي للأخشاب ودهانات الحوائط، ويجري العمل على إعادتها إلى أصلها، وإزالة قواطيع الأخشاب المستحدثة

المتحف يضم قطعاً أثرية نادرة، تحمل تاريخ إنشاء قناة السويس، بدءاً من أعمال الحفر، وحتى افتتاح القناة الجديدة، وهو ماسيسهم في رفع القيمة السياحية لمنطقة قناة السويس.

تم نسخ الرابط