عاجل

طارق فهمي: حماس رفضت تسليم خريطة شبكة الأنفاق لإسرائيل|فيديو

الدكتور طارق فهمي
الدكتور طارق فهمي

كشف الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية وخبير الشؤون الإقليمية، أن حركة حماس رفضت بشكل قاطع تقديم أي خرائط لشبكة الأنفاق التابعة لها في قطاع غزة خلال المفاوضات الأخيرة.

التفاوض يتعثر.. وإسرائيل تتمسك بالمعلومات الميدانية

وأوضح فهمي خلال لقائه مع الإعلامي أسامة كمال في برنامج "مساء dmc"، أن إحدى النقاط الجوهرية التي أصرت عليها إسرائيل تتمثل في الحصول على خريطة كاملة للأنفاق، باعتبارها البنية الأساسية التي تعتمد عليها حماس في القتال، وهو طلب قوبل برفض تام.


وأكد أن هذا الرفض أدى إلى تباطؤ المفاوضات، إذ تعتبر إسرائيل هذه المعلومات شرطًا أساسيًا لإنهاء العمليات البرية والتمهيد لأي ترتيبات أمنية مستقبلية في القطاع.

الأنفاق ملف حساس لا تقبل به حماس على طاولة التفاوض

وأشار فهمي إلى أن حركة حماس تعتبر شبكة الأنفاق “العمود الفقري لأي مناورة عسكرية” وورقة القوة الأكثر تأثيرًا لديها، ولذلك ترفض التفريط فيها أو الكشف عنها مهما كان الثمن.


وأضاف أن حماس تنظر للأنفاق على أنها جزء من أمنها التنظيمي والعسكري، وليس بندًا قابلًا للمساومة أو الطرح ضمن الاتفاقات الإنسانية أو التبادلية.

الملف الإنساني لا يمكن فصله عن المسار الأمني

وأكد الخبير السياسي أن إسرائيل تحاول الربط دائمًا بين ترتيبات وقف إطلاق النار والملف الأمني، بما في ذلك الأنفاق ونزع السلاح، وهو ما يجعل الجانب الفلسطيني يعتبر المفاوضات “غير متوازنة”.


وشدد على أن حماس ترفض إدخال أي بنود خارجة عن إطار التبادل الإنساني، وعلى رأسها تبادل الأسرى أو إدخال المساعدات، في أي مفاوضات ذات طبيعة أمنية.

ضغوط أمريكية وإقليمية لإنجاح التهدئة

وقال فهمي إن هناك ضغوطًا دولية، خاصة من الولايات المتحدة، لإعادة المفاوضات إلى مسارها الصحيح والوصول إلى صيغة مقبولة للتهدئة.


وأوضح أن واشنطن تحاول تقريب وجهات النظر عبر مقترحات تشمل ترتيبات ميدانية ومراقبة دولية، إلا أن إسرائيل متمسكة بضمانات أمنية أكبر.

إسرائيل تبحث عن “صورة انتصار” قبل أي اتفاق

وأشار فهمي إلى أن الحكومة الإسرائيلية تبحث عن مكسب واضح على الأرض، سواء بالسيطرة على ممرات محددة أو كشف أجزاء من الأنفاق، لتقديمه للرأي العام الإسرائيلي على أنه "إنجاز أمني".


وأضاف أن تل أبيب تدرك أن الكشف عن شبكة الأنفاق بالكامل سيعيد هيبتها العسكرية داخليًا وخارجيًا، ولذلك تصر عليه في التفاوض.

حماس تراهن على الوقت وصمود الميدان

ويرى فهمي أن حماس تراهن على صمودها الميداني وقدرتها على الاستمرار في إدارة المعركة، معتبرة أن الكشف عن الأنفاق أو تقديم خرائطها سيؤدي إلى نهاية قوتها العسكرية.


وأكد أن الحركة تستند في موقفها إلى تقدير بأن الضغط الدولي سيزداد على إسرائيل كلما طالت العمليات البرية وازدادت الكلفة الإنسانية.

سيناريوهات محتملة والتصعيد وارد

واختتم حديثه بتأكيد أن المشهد لا يزال معقدًا، وأن فرص الوصول إلى اتفاق شامل في الأيام القليلة المقبلة ليست كبيرة إذا استمرت التمسكات الحالية.


وأشار إلى أن السيناريو الأقرب حتى الآن هو استمرار الضربات المتبادلة مع محاولات لإدخال ترتيبات إنسانية محدودة، إلى حين توافر لحظة سياسية مناسبة لاستئناف المفاوضات.

تم نسخ الرابط