10 ملفات تتصدر المظاهرات ضد ترامب وماسك في أمريكا | خاص

في أكبر موجة احتجاجات منذ تولي دونالد ترامب رئاسة أمريكا في يناير الماضي، شهدت الساعات الماضية خروج آلاف المتظاهرين في المدن الأمريكية، تعبيرًا عن رفضهم للسياسات التي ينتهجها الرئيس.
وخطط منظمو الاحتجاجات تحت شعار "ارفعوا أيديكم"، إقامة مظاهرات في حوالي 1200 مكان، وخرجوا بأعداد كبيرة في بوسطن، لوس أنجلوس، نيويورك، واشنطن والعديد من المدن، وأبدوا رفضهم لسياسات ترامب في كافة القضايا، خاصة المجال الاقتصادي، والتي كان آخرها فرض رسوم جمركية.
العلاقة بين ترامب وماسك
وأكد الدكتور إدموند غريب، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة جورج تاون لـ"نيوز رووم"، أن الساحة السياسية الأمريكية تمر باحتجاجات قوية ضد ترامب وإيلون ماسك، لأسباب بعضها متشابه وبعضها مختلف.
وأشار إلى أن العلاقة بين الاثنين، هي دعم ماسك لترامب خلال الانتخابات، ولعب دورًا ساعد في وصوله إلى البيت الأبيض، ويعتقد الرئيس ترامب إلى أن ماسك، هو رجل أعمال ناجح ويستطيع المساعدة لإصلاح البنية البيروقراطية والمؤسساتية للإدارات والحكومة والوزارات المختلفة، ولذلك أعطاه الصلاحيات هو وبعض الأشخاص الأخرين للعب دور في هذا المجال.

أسباب الاحتجاجات ضد ترامب
وفيما يتعلق بالاحتجاجات ضد ترامب، أكد "إدموند غريب"، أن الرئيس الأمريكي شخصية مثيرة للجدل، مثيرة للاستقطاب، وأثارت العديد من سياساته الجدل، خاصة تلك المتعلقة بالهجرة وتغير المناخ، العدالة الاجتماعية، التعامل مع المهاجرين غير الشرعيين بطريقة يرى بعض معارضيه ونسبة لا يُستهان بها، بأنه يتعامل معهم بطريقة غير إنسانية.
وأكد أن البعض يرى أن طريقة تعامله حتى مع جائحة كورونا جلبت الكثير من المعارضة، كما أن تعامله مع ما يحدث في غزة والدعم القوي لإسرائيل، يترك تداعيات سلبية على نسبة كبيرة الآن من الأمريكيين الذين أصبحوا في غالبيتهم نظرة سلبية تجاه إسرائيل بينما كان العكس قبل ذلك.

ولفت أستاذ العلاقات الدولية، إلى أن ترامب يحاول تكميم الأفواه واستخدام السلطة ضد أولئك الذين يحتجوا أو يعترضوا من أساتذة وطلاب أمريكيين عاديين أو حتى اليهود الأمريكيين الذين تبنت نسبة ليست بالقليلة وجهة نظر معارضة له في هذا الموضوع.
وشدد "إدموند غريب"، على أن القضايا القانونية والجنائية التي واجهت ترامب خاصة تعاملاته التجارية والإجراءات التي اتخذها خلال فترة رئاسته، أثارت الغضب، كما أنها أدت إلى احتجاجات في السابق.

"خطاب الرئيس ترامب والطريقة التي يتحدث بها، أسلوب قيادته يثير مشاعر مؤيدة له بقوة ومشاعر معارضة"، حيث أكد "غريب" أنها من أسباب الاحتجاجات أيضًا، حيث يرى منتقديه أن خطابه تحريضي إلى حد كبير، وأن مواقفه مثيرة للجدل في قضايا مثل الخلفية العرقية والجنس والديمقراطية، وأن بعض سياساته وأسلوبه وتعامله مع المحتجين والمعارضين يهدد الديمقراطية حسب معارضيه.
وأوضح أن ترامب قام بتعيين أشخاص يعتبرهم البعض أنهم ليسوا من أصحاب الكفاءات، كما أنه أنه أحيانًا يتحدى بعض المحاكم وقراراتها، والبعض يتهمه بأنه يتجاهل الدستور، وأن هذه الأمور سيكون لها تداعيات سلبية إذا استمرت.

في مجال السياسة الخارجية، يؤكد "غريب"، أن ترامب ليس فقط لديه مشاكل مع الخصوم في المنطقة أو أماكن أخرى، ولكن خلق مشاكل مع حلفاء مثل كندا، الدنمارك، خليج المكسيك، خليج أمريكا، وفي نفس الوقت أيضًا يُغير ويطرد بعض الأشخاص ويتصرف بطريقة تثير الانتقادات خاصة من بعض معارضيه.
ويُشير "غريب" لـ"نيوز رووم"، إلى أن الاحتجاجات عادة تعبر عن الاستياء من القيادات وسياساتها، وخاصة بين القوى التي تعتبر نفسها أنها مهمشة ولا تستفيد من الوضع وأنها تتأثر سلبًا، وبالتالي هي شكل من أشكال التعبير السياسي، ولكنها أيضًا تُظهر أن الولايات المتحدة تُعاني من حالة استقطاب حاد من تراكمات سياسية، ويتهمه البعض بأنه يُهدد الدستور، وهناك هجمات على شرعيته.

أسباب الاحتجاجات ضد ماسك
وبشأن الاحتجاجات ضد ماسك، أرجع أستاذ العلاقات الدولية، أن جزء منها اختياره من قبل الرئيس، فيما يرى البعض تدخل في قضايا تتعلق بوزارات معينة أو طريقة طرد أشخاص، ومعلومات شخصية في برامج الرعاية الاجتماعية، قد يكون فيها نوعًا من التضخيم ولكنها أمور مقلقة إلى حد كبير.
وأضاف: "أيضًا ماسك، رئيس تنفيذي لشركات كبيرة وبدأت تتأثر سلبيًا في الآونة الأخيرة بسبب مواقفه وقربه من ترامب، وبسبب الطريقة التي تعامل بها (إكس) سابقًا بالنسبة لبعض المعارضين، وهناك احتجاجات حول هذا الموضوع وكذلك طريقة استحواذه على تويتر وإعادة الشخصيات المثيرة للجدل إلى مناصبها".
وتابع: "التصريحات والسلوكيات العامة أيضًا، فغالبًا ما يُنتقد سلوك ماسك وتغريداته لاسيما تصريحاته العفوية أحيانًا، أو ما يصفه خصومه بأنه نهج مستهتر تجاه قضايا مهمة مثل حقوق العمال وغير ذلك، والرعاية الاجتماعية وله تأثير كبير على الإعلام وفي مجال العمل، وهذه الأمور بدأت تترك أسئلة لدى البعض، وخاصة أنها نفس خصوم ترامب أيضًا".

ترامب وماسك رمزًا للصراعات الاجتماعية
وعن مدى تأثير المظاهرات، قال: "يمكن القول إنها تُمثل أصوات للمعارضين للرئيس وأنصاره، وقد تؤثر على الرأي العام، لأن هؤلاء معظمهم أيضًا من المواطنين وبينهم الديمقراطيين ونسبة من المستقلين ونسبة قليلة جدًا من الجمهوريين، حيث إن الرئيس ترامب لايزال يحظى بدعم قوي من قبل أنصاره الجمهوريين".
وأشار "إدوموند غريب"، إلى أن هناك أيضًا الانقسامات السياسية والاجتماعية التي هي لها علاقة بالحركات الاجتماعية وبالأحداث التي تشهد استقطاب وأيضًا طريقة التعامل مع الخصوم والحلفاء، وأصبح الاثنان رمزًا لصراعات اجتماعية وهذه كلها تثير هذه الاحتجاجات.
وتابع: "ليس من المستبعد أن يكون لها تأثير على المدى البعيد فيما يتعلق بسلوك المستهلكين بثقة الشركات والمستثمرين الداخلين والخارجين وأيضًا بنظرة لدور كل منهما أحدهم كرئيس وسياسي والآخر كرجل أعمال وقد يؤدي هذا إلى تغيير في مواقف أو سبل تعاون الاثنين، خاصة أننا قد نرى دعوات من الديمقراطيين لمزيد من التدقيق".