وزير الصحة الأمريكي يطير إلى تكساس بسبب انتشار الحصبة

يعتزم وزير الصحة الأمريكي، روبرت كينيدي الابن، القيام بزيارة مفاجئة إلى ولاية تكساس، بعد إبلاغ السلطات الصحية في الولاية وزارته باحتمال وفاة طفل ثانٍ نتيجة مضاعفات ناجمة عن فيروس الحصبة، بحسب ما أفادت به مصادر مطلعة لوسائل إعلام أمريكية، مساء السبت.

الوفاة قيد التحقيق

وفقًا لتقرير نشره موقع «آكسيوس»، فإن الوفاة الجديدة التي دفعت كينيدي إلى اتخاذ قرار عاجل بالسفر، تخضع حاليًا لتحقيقات رسمية، وتشير المعلومات إلى أن الطفل ينتمي إلى نفس الطائفة الدينية المينوناتية التي كانت قد أعلنت في فبراير الماضي وفاة فتاة تبلغ من العمر 6 سنوات جراء إصابتها بالحصبة، وكانت غير مطعّمة.

ورغم عدم صدور بيان رسمي من كينيدي حتى الآن، نقل الموقع عن مصادر داخل الإدارة الأمريكية أن البيت الأبيض أُبلغ بخطط زيارته إلى منطقة لوبوك في تكساس، ووصفت الزيارة بأنها "مفاجئة" وجاءت عقب "وفاة مأساوية" قد تكون الثانية من نوعها خلال أسابيع قليلة.

عدو اللقاحات

زيارة كينيدي تأتي وسط جدل واسع حول مواقفه المثيرة للجدل بشأن اللقاحات، إذ يتعرض لانتقادات منذ توليه منصبه في وزارة الصحة، حيث يتهمه مختصون بتقليل خطورة الفيروسات والطعن في فعالية اللقاحات، وعلى رأسها لقاح الحصبة.

وقد واجه كينيدي سلسلة من الانتقادات الحادة بسبب تصريحاته حول اللقاحات، حيث زعم سابقًا أن فيروس كورونا تم تصنيعه معمليًا، واتهم اللقاحات بأنها تسبب إصابات ووفيات، كما عارض القيود التي فرضتها السلطات الفيدرالية خلال الجائحة، مما أدى إلى اتهامه بـ"نشر معلومات مضللة".

وأفادت التقارير بأنه من غير المتوقع أن يتبنى كينيدي خطابًا مشابهًا للنهج العلمي السائد في الأوساط الطبية، وسط مخاوف متزايدة من تأثير مواقفه على سياسات الصحة العامة، لا سيما مع الارتفاع المقلق في حالات الإصابة بالحصبة.

يُذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رشّح كينيدي لتولي وزارة الصحة والخدمات الإنسانية في نوفمبر 2024، بعد أن علّق الأخير حملته الانتخابية للرئاسة الأمريكية، معلنًا دعمه للمرشح الجمهوري.

أرقام مقلقة وصمت رسمي

تشهد الولايات المتحدة تفشيًا متسارعًا وخطيرًا لمرض الحصبة، حيث تم تسجيل 483 إصابة مؤكدة في 20 ولاية حتى نهاية مارس، وهو عدد يفوق إجمالي الحالات المسجلة في العام الماضي بأكمله، بحسب بيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC).

وفاة طفلين والاشتباه بثالث

في تكساس، توفي طفل في سن الدراسة في 26 فبراير الماضي جراء الإصابة بالحصبة، ليكون أول ضحية مؤكدة للمرض في الولايات المتحدة منذ أكثر من عقد. ويجري التحقيق حاليًا في حالة وفاة ثانية لطفل من نفس الطائفة الدينية لم يتلقَّ التطعيم، كما تُحقق السلطات في حالة وفاة ثالثة في نيو مكسيكو لطفل غير مُطعّم أيضًا.

وتتصدر تكساس قائمة الولايات من حيث عدد الإصابات، مع تسجيل 481 حالة منذ أواخر يناير، معظمها بين الأطفال غير المطعمين.

وفي ظل هذا التصاعد، يرى مراقبون أن الزيارة المفاجئة قد تمثّل بداية لتحرّك ميداني أكبر من قبل كينيدي، استجابةً لدعوات البيت الأبيض بأن يكون أكثر حضورًا وفاعلية في قيادة وزارة الصحة والتعامل مع الأزمات الصحية.

ولم تصدر وزارة الصحة والخدمات الإنسانية (HHS) أي بيان رسمي بشأن الزيارة أو مستجدات التحقيق.

كينيدي يروّج لفيتامين A.. وتحذيرات من التسمم

روج كينيدي في عدة مناسبات لـ فيتامين أ وزيت كبد سمك القد كعلاجات فعالة للحصبة، مشيرًا إلى أن سوء التغذية هو السبب الرئيسي في الحالات الشديدة من المرض، وفق ما نقلته شبكة ABC News.

لكن خبراء الصحة حذروا من أن الجرعات العالية من فيتامين A قد تؤدي إلى التسمم، لا سيما لدى الأطفال. وذكرت وسائل إعلام أن بعض الأطفال غير المطعمين في تكساس أظهروا علامات التسمم بالفيتامين، منها اضطرابات في وظائف الكبد.

وأكّد مجلس التغذية المسؤولة، وهو تجمع صناعي مختص بالمكملات الغذائية، أن إعطاء فيتامين أ يجب أن يتم فقط "تحت إشراف طبيب مختص، ولحالات مصابة فعليًا، وليس كإجراء وقائي"، مؤكدًا أن "الجرعات الزائدة قد تسبب مضاعفات خطيرة مثل: ارتفاع الضغط داخل الجمجمة، آلام البطن، تغيّرات جلدية، وتلف الكبد".

ورغم إعلان القضاء على الحصبة داخل الولايات المتحدة في عام 2000، وصف كينيدي مؤخرًا تفشي المرض بأنه "ليس أمرًا غير شائع"، في تصريحات أثارت جدلًا واسعًا في الأوساط الطبية.