خدمات التعهيد في مصر تدخل مرحلة الازدهار.. ما المزايا وأبرز التحديات ؟

أكد عدد من خبراء التكنولوجيا أن سوق التعهيد في مصر يعيش واحدة من أكبر موجات التطور خلال العقد الأخير، مدفوعًا بتزايد الاستثمارات العالمية، وتوسع الشركات متعددة الجنسيات، إلى جانب التحسن الملحوظ في قدرات الكوادر المصرية في الخدمات الرقمية وتقنيات الذكاء الاصطناعي.

وقال خبير تكنولوجيا المعلومات محمد الحارثي إن مصر استطاعت خلال السنوات الأخيرة ترسيخ موقعها كإحدى أهم الوجهات العالمية في مجال التعهيد، سواء على مستوى الدعم الفني أو مراكز الاتصال أو تطوير البرمجيات.

خدمات التعهيد في مصر تدخل مرحلة ازدهار

وأضاف الحارثي، لـ نيوز رووم، أن مبادرات الحكومة في تدريب الشباب وتنمية المهارات الرقمية، إضافة إلى إنشاء وتوسيع مراكز الابتكار في المحافظات، ساهمت في رفع كفاءة العاملين وتعزيز قدرة الشركات المصرية على المنافسة عالميًا، موضحا أن جودة الخدمة وسرعة الاستجابة وتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي أصبحت من أبرز عوامل تميز مصر، ولم يعد التفوق قائمًا على انخفاض التكلفة فقط.

من جانبه، أوضح خبير التحول الرقمي وتكنولوجيا المعلومات أحمد شوقي أن الشركات المصرية حققت تقدمًا كبيرًا في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات، ما مكّنها من تقديم خدمات معقدة كانت حكرًا على شركات عالمية كبرى.

وأشار شوقي، لـ نيوز رووم، إلى أن تبني الأتمتة والروبوتات البرمجية (RPA) في العمليات اليومية أدى إلى تحسين الإنتاجية وتقليل الأخطاء، وهو ما جعل مصر ضمن أسرع الأسواق نموًا في قطاع الخدمات العابرة للحدود، متوقعًا ارتفاع الطلب العالمي على خدمات التعهيد من مصر خلال السنوات المقبلة، مع توسع الشركات الدولية في إنشاء مراكز جديدة بالقاهرة والإسكندرية.

ويتفق الخبراء على أن استمرار الاستثمار في تدريب الكوادر والتقنيات الحديثة سيعزز تحول مصر إلى مركز إقليمي للخدمات الرقمية عالية القيمة، خاصة في مجالات تحليل البيانات والأمن السيبراني وإدارة العمليات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي.

تحديا.ت قائمة رغم النمو السريع

ورغم الطفرة الكبيرة، لا يزال القطاع يواجه عدة تحديات، من بينها نقص الكفاءات المتخصصة في التقنيات المتقدمة مثل علوم البيانات والحوسبة السحابية، ما يدفع الشركات لزيادة الاستثمار في التدريب الداخلي.

كما تمثل المنافسة الإقليمية المتصاعدة مع دول رائدة في المجال مثل الهند والفلبين وبولندا تحديًا يستلزم تعزيز جودة الخدمة ورفع كفاءة العاملين لغويًا وتقنيًا.

ولا يزال تحسين البنية التحتية الرقمية في بعض المحافظات عنصرًا حاسمًا لتمكين القطاع من التوسع وزيادة قدرته على استيعاب المزيد من العمليات والخدمات العالمية.