عاجل

"المعلومة الذهبية".. السر الاستخباراتي وراء اغتيالات إسرائيلية لحزب الله

نتنياهو
نتنياهو

برز خلال موجة الاغتيالات المتتالية التي طالت القيادات العسكرية والسياسية في "حزب الله" مصطلح بارز في القاموس الاستخباراتي الإسرائيلي يعرف بـ "المعلومة الذهبية الثمينة"، والتي شكلت العنصر الحاسم في اتخاذ قرارات التصفية، وآخرها اغتيال الرجل الثاني في الحزب، أبو علي الطبطبائي.

ماهي "المعلومة الذهبية"

تعرف هذه المعلومة، وفقًا لمصادر استخباراتية إسرائيلية، بأنها معطى استثنائي بالغ الأهمية يتيح فرصًا استراتيجية نوعية، أو يساعد على تفادي كارثة وشيكة، وتتميز بأنها قادرة على تغيير مسار الحرب أو إعادة رسم توازنات القوى، بل وإنهاء الصراع في بعض الأحيان.

<strong>اغتيالات إسرائيلية لحزب الله</strong>
اغتيالات إسرائيلية لحزب الله

وتؤكد مراكز أبحاث إسرائيلية أن القيمة الكبرى لهذه المعلومة تأتي من فعاليتها الفورية، فهي صالحة ضمن نافذة زمنية وجغرافية ضيقة للغاية، وقد تذهب فائدتها أدراج الرياح بمجرد تحرك الهدف أو تغير الظروف الميدانية.

كما أن فرادتها وندرتها تجعل الحصول عليها حدثًا استثنائيًا قد لا يتكرر لعقود، وغالبًا ما يتعلق بالقيادات العليا لـ"العدو"، أو بالبنى التحتية العسكرية شديدة الحساسية، أو بالخطط العملياتية المستقبلية.

القرار السريع وإغلاق النافذة

وتكشف جهات استخباراتية أن التعامل مع هذه المعلومة يخضع لمبدأ عملياتي معروف بـ "إغلاق النافذة"، أي اتخاذ قرار فوري وتنفيذ العملية داخل الفترة القصيرة التي تظل فيها المعلومة قابلة للاستغلال.

اغتيال أبو علي الطبطبائي

وفي اغتيال أبو علي الطبطبائي، كانت النافذة الزمنية مرتبطة بوجوده داخل شقة في حارة حريك بالضاحية الجنوبية، وتشير المعلومات إلى أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اتخذ قرار التصفية خلال دقائق، بعد قطع اجتماع وزاري، وتابع التنفيذ من غرفة عمليات خاصة.

وتشير المصادر إلى أن منفذي الاغتيالات يعتمدون على مزيج من المصادر البشرية (الجواسيس)، والمصادر الرقمية المغلقة مثل تطبيقات التتبع المتقدمة، والمصادر المفتوحة مثل اعتراض الاتصالات وتحليل الأنماط البيئية، قبل أن تحلل في وحدة 8200، ليصنف المعطى كمعلومة عادية أو مستعجلة أو ذهبية.

ويشرف على القرار النهائي عادة 4 أشخاص فقط، رئيس الوزراء، ووزير الدفاع، ورئيس الموساد، ورئيس الشاباك.

<strong>اغتيالات إسرائيلية لحزب الله</strong>
اغتيالات إسرائيلية لحزب الله

اغتيالات تستند إلى المعلومة الذهبية

جميع الاغتيالات التي نفذتها إسرائيل ضد الصف الأول في "حزب الله" من حسن نصر الله وهاشم صفي الدين، إلى قيادات قوة الرضوان، مرورًا بفؤاد شكر وعلي كركي وانتهاءً بالطبطبائي، اعتمدت على معلومة ذهبية نادرة وفرت فرصة لا تعوض لتنفيذ القرار.

وتقول الجهات المطلعة إن هذه العمليات جمعت بين دقة المعلومة البشرية والذكاء الرقمي وتحليلات الذكاء الاصطناعي، وهو ما منح إسرائيل تفوقًا نوعيًا في الجولة الأخيرة من المواجهة مع الحزب.

إخفاقات بسبب غياب المعلومة

ورغم النجاح الكبير الذي حققته "المعلومة الذهبية"، تؤكد المصادر أن المنظومة الاستخباراتية الإسرائيلية شهدت قصورًا في عدة محطات.

  • عملية الدوحة: رغم الجاهزية، افتقرت المعلومة للدقة، مما أدى لإضاعة هدف رفيع من حماس وتعرض تل أبيب لانتقادات واسعة.
  • حرب 1973: وصلت المعلومة الذهبية من أشرف مروان، لكن الجيش الإسرائيلي تعامل معها باستخفاف، فخسر عنصر المفاجأة.
  • حرب 1967: أسهمت المعلومة الذهبية في تدمير سلاح الجو المصري والسوري والأردني قبل إقلاع الطائرات.
  • ضرب مفاعل تموز العراقي 1981: وفرت معلومات دقيقة مكنت إسرائيل من إنهاء البرنامج النووي العراقي.
<strong>نتنياهو</strong>
نتنياهو

بيئة سياسية مواتية

وتشير المصادر إلى أن تحويل المعلومة الذهبية إلى فعل عسكري يتطلب أيضًا غطاءً سياسيًا دوليًا، وتؤكد أن الدعم الواسع الذي وفرته إدارة دونالد ترامب لإسرائيل جعل التعامل مع المعلومات الحساسة أكثر سهولة وجرأة.

أما خلال عهد باراك أوباما وجو بايدن، فقد كانت إسرائيل وفقًا للمصادر، تتردد في استغلال بعض المعلومات الثمينة خشية اعتراضات أمريكية أو حسابات إقليمية.

تم نسخ الرابط