عاجل

تراجع لافت وصعود متقطع.. قراءة في أداء الجبهة الوطنية بانتخابات النواب 2025

الجبهة الوطنية
الجبهة الوطنية

في مشهد انتخابي بالغ التعقيد، جاءت نتائج الحصر العددي في عدد من دوائر المرحلة الثانية لتكشف عن تباين واضح في أداء حزب الجبهة الوطنية، بين دوائر شهدت تراجعا حادا للحزب وخروجه من السباق مبكرا، وأخرى أظهر فيها حضورا تنافسيا محدودا مكّنه من بلوغ جولة الإعادة، وإن كان بحجم تصويت أقل من منافسيه التقليديين.

 

خسائر مبكرة.. المنصورة تعلن تراجع الجبهة الوطنية بشدة

 

كانت دائرة المنصورة الأكثر تعبيرًا عن التراجع، إذ خرج مرشح الحزب أحمد الدويك من السباق بعد حصوله على 6,086 صوتًا فقط، وهو رقم أقل بكثير من المتوقع داخل دائرة كانت تمثل أحد مواطن قوة الجبهة في دورات انتخابية سابقة.
نتيجة وصفها متابعون بأنها “ضربة انتخابية حادة” للحزب، خصوصًا مع صعود ثلاثة مرشحين مستقلين قويين وتقدم مرشح مستقبل وطن بأريحية.

 

العاشر من رمضان.. حضور ضعيف رغم الوصول للإعادة

 

ورغم حالة التراجع، سجلت الجبهة الوطنية ظهورًا أفضل في الدائرة الثالثة بالعاشر من رمضان، حيث نجح مرشحها أحمد حلمي في الوصول لجولة الإعادة بـ 3,403 أصوات، في منافسة مباشرة مع مرشح حزب النور السيد صبري.
ورغم بلوغ الإعادة، فإن كتلة الأصوات التي حصل عليها مرشح الجبهة تبدو هشة مقارنة بباقي المرشحين في الدائرة.

 

أبو حماد.. منافسة صعبة وسط زحام مستقلين

 

وفي دائرة أبو حماد، دخل مرشح الجبهة المنافسة على المقعدين، إلا أن النتائج وضعته في المركز الثالث بعد حصوله على 21,660 صوتًا، خلف مرشحين مستقلين حصلا على أرقام أعلى، ما يضع مرشح الجبهة الوطنية في مأزق انتخابي قبل جولة الإعادة.

 

السويس.. تقدم لافت لكنه لا يغيّر الصورة العامة

 

وفي السويس، ظهر أفضل أداء للجبهة الوطنية؛ حيث تصدر المرشح أحمد غريب الحصر العددي بـ 15,040 صوتًا، مقتربًا من حسم المقعد الأول.
لكن منافسة شرسة ستجمع مستقبل وطن والمستقل محمد فاروق على المقعد الثاني، ما يجعل مكسب الجبهة في السويس بمثابة “استثناء انتخابي” وسط نتائج ضعيفة في معظم الدوائر.

 

دمياط.. الجبهة الوطنية في سباق قوي على المقعدين

 

أما دائرة فارسكور والزرقا بدمياط، فشهدت أداءً تنافسيًا واضحًا لمرشح الجبهة الوطنية محمود محمد العوضي الذي حصل على 45,727 صوتًا، وهو رقم مرتفع أبقاه في دائرة الصراع على المقعدين، في جولة إعادة تجمعه مع مستقبل وطن واثنين من المستقلين.

 

حضور متقطع ينتظر إعادة بناء

 

تكشف نتائج المرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب 2025 أن الجبهة الوطنية تواجه واحدة من أصعب معاركها الانتخابية منذ تأسيسها؛ فقد جاءت خسارة المنصورة بمثابة مؤشر لتراجع القاعدة التصويتية للحزب، بينما بدا حضوره في دوائر أخرى بلا كتلة منظمة قادرة على موازنة ثقل مستقبل وطن أو شعبية المرشحين المستقلين.

وفي مقابل ذلك، يظل تقدم الحزب في السويس ودمياط بمثابة “نقاط ضوء” داخل مشهد انتخابي يميل بقوة نحو تفكك الأصوات الحزبية التقليدية وصعود المستقلين.

تم نسخ الرابط