ماكرون: خطة ترامب للسلام في أوكرانيا بحاجة إلى تحسينات لتصبح مقبولة
قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الثلاثاء، إن خطة السلام التي وضعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تحتاج إلى تحسين حتى تصبح مقبولة لأوكرانيا وأوروبا.
ماكرون عن خطة ترامب: نريد السلام لكننا لا نريد سلامًا يُمثّل استسلامًا فعليًا
أشار ماكرون، في حديثه لإذاعة آر.تي.إل، أن الخطة الأمريكية التي وضعها ترامب "مبادرة تسير في الاتجاه الصحيح: نحو السلام، ومع ذلك، هناك جوانب من تلك الخطة تستحق النقاش والتفاوض والتحسين، نريد السلام، لكننا لا نريد سلامًا يُمثّل استسلامًا فعليًا”.
وأضاف ماكرون أن "الأوكرانيين وحدهم هم من يستطيعون أن يقرروا التنازلات الإقليمية التي هم على استعداد لتقديمها، ما طُرح على الطاولة يُعطينا فكرة عمّا سيكون مقبولا لدى الروس، هل يعني هذا أنه ما يجب على الأوكرانيين والأوروبيين قبوله؟ الإجابة هي لا".
قال ماكرون إن “خط الدفاع الأول لأوكرانيا في حال تحقيق السلام مع روسيا سيكون تجديد جيشها، ولا يمكن وضع حدٍّ لذلك. وأضاف أن الأصول الروسية المجمدة موجودة في أوروبا، وأوروبا وحدها هي من تقرر مصيرها”.
وأردف الرئيس الفرنسي "هناك جنود بريطانيون وفرنسيون وأتراك، في اليوم الذي يتم فيه توقيع السلام، وبالتالي ليس في سياق الحرب، يتواجدون هناك لإجراء عمليات تدريب وأمنية، كما نفعل في بعض البلدان على الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي".
وتابع: "لدينا نحو 20 دولة أعلنت بالفعل عن استعدادها للقيام بنشاط، سواء في الجو أو على الأرض أو في البحر".
تفاصيل الخطة الأمريكية لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية
سلم وزير الجيش الأمريكي، دانيال دريسكول، الخطة المكتوبة إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يوم الخميس، وقال زيلينسكي بأنه مستعد لمناقشة المقترح مع فريق ترامب، واصفًا إياه بأنه "رؤية" أمريكية وليس عرضًا نهائيًا.
ونقلت أكسيوس عن مسؤول أمريكي قوله إن الخطة هي "وثيقة حية" قابلة للتعديل لكنه أصر على أنها إطار عمل عادل تتوقع واشنطن أن تدرسه أوكرانيا بجدية.
وتدعو الخطة أوكرانيا إلى تحديد عدد قواتها المسلحة عند 600 ألف فرد وتعديل دستورها للتخلي عن عضوية حلف شمال الأطلسي، وفي المقابل، سوف يوافق حلف شمال الأطلسي رسميا على عدم قبول أوكرانيا أبدا، وسوف يُمنع التحالف من نشر قوات على الأراضي الأوكرانية.
وتتضمن الخطة الاعتراف بشبه جزيرة القرم ولوجانسك ودونيتسك كمناطق روسية بحكم الأمر الواقع وتجميد خيرسون وزابوريزهيا على طول خط التماس، كما ستنسحب القوات الأوكرانية من الأجزاء التي لا تزال تسيطر عليها من دونيتسك، والتي ستصبح منطقة عازلة محايدة منزوعة السلاح معترف بها دوليا كجزء من روسيا.
وفي المقابل، تقول الوثيقة إن أي غزو روسي مستقبلي من شأنه أن يؤدي إلى "رد عسكري منسق وحاسم"، على الرغم من أنها لا توضح ما إذا كانت الولايات المتحدة سوف تشارك.
ويتضمن الاقتراح أيضا حزمة اقتصادية شاملة: حيث سيتم توجيه 100 مليار دولار من الأصول الروسية المجمدة نحو إعادة إعمار أوكرانيا، مع إضافة 100 مليار دولار أخرى من أوروبا، كما سيتم رفع العقوبات المفروضة على روسيا تدريجيا وستستعيد موسكو مقعدها في مجموعة الثماني.
كما ستسعى الولايات المتحدة وروسيا إلى تحقيق تعاون طويل الأمد في قطاعات بما في ذلك الطاقة والتعدين والذكاء الاصطناعي، وسيُطلب من أوكرانيا إجراء انتخابات وطنية خلال 100 يوم من التوصل إلى اتفاق، وسيحصل جميع أطراف النزاع على عفو شامل.
في إجراءٍ يُحاكي اقتراح ترامب بشأن غزة، ستكون الاتفاقية مُلزمة قانونًا، وسيُشرف عليها مجلس سلام برئاسة ترامب، وستُؤدي أي انتهاكات إلى فرض عقوبات.



