عاجل

للقضاء على "لغة السرسجية".. عمرو الليثي يقدم توصياته لصناع الدراما

الإعلامي عمرو الليثى
الإعلامي عمرو الليثى

عقب انتهاء السباق الرمضاني، خرج الإعلامي عمرو الليثي بعدة ملاحظات على الأعمال الدرامية التي تم عرضها خلال شهر رمضان، مؤكدًا أن أغلب الأعمال كانت تحمل الطابع الشعبي وهذا الأمر مستحدث على الدراما.
 

وقال الدكتور عمرو الليثى فى تغريدة له من خلال حسابه الرسمي عبر منصة “ إكس”: "لكن في السنوات الأخيرة، شهدنا تزايدًا ملحوظا في استخدام لغة الشارع أو ما يُعرف بـ "لغة السرسجية" في الحوارات داخل بعض المسلسلات، مما أثار جدلاً واسعًا بين النقاد والجمهور حول تأثير هذه اللغة على الذوق العام، وما إذا كانت تعكس الواقع أم تسهم في تكريسه". 

وانتقد عمرو الليثى اللغة المستخدمة فى الدراما المصرية مطلقًا عليها “ لغة السرسجية” ، مؤكدًا أن  الدراما التلفزيونية ستظل محط أنظار الجمهور، إذ تمثل انعكاسا لواقع المجتمع وتوجهاته الثقافية

وقال الليثى فى تغريداته: “لم يعد استخدام الألفاظ السوقية والتعبيرات العنيفة مقتصرا على أعمال محددة، بل باتت منتشرة في العديد من المسلسلات، حتى تلك التي لا تدور أحداثها حول البيئات الشعبية، يبدو أن بعض صناع الدراما يعتمدون على هذه اللغة باعتبارها وسيلة لجذب المشاهدين، سواء لإضفاء طابع الواقعية أو لتحقيق نجاح تجاري يعتمد على الجدل والإثارة. ”. 

وأكد الليثى أن هذا الاستخدام المفرط، بدلاً من أن يكون وسيلة لعرض الواقع ومعالجته، أصبح وسيلة لإعادة إنتاجه وتكريسه، خاصة في ظل غياب أي محاولة لتقديم بدائل لغوية أكثر عمقا وثراء. 
 

وتابع قائلًا: “لا يمكن إنكار أن اللغة تؤثر في الوجدان الجمعي للمجتمع، خاصة مع الانتشار الواسع للدراما التلفزيونية، عندما تصبح العبارات المتدنية والألفاظ الحادة جزءا من الحوار اليومي، فإن ذلك ينعكس على السلوكيات العامة، خصوصا لدى الأجيال الصغيرة التي قد تعتبر هذه اللغة نموذجا يُحتذى به، بدلاً من أن تكون أداة للارتقاء بالوعي، تتحول في بعض الأحيان إلى وسيلة لترسيخ مظاهر الانحدار اللغوي والاجتماع”.

 

 وعرض الليثى عدة مقترحات للخروج من هذا المأزق الذى وضعت فيه الدراما وهى : 

  •  يجب على صناع الدراما تحقيق التوازن بين الواقعية والجودة الفنية حيث يمكن تقديم لغة الشارع بذكاء دون أن تكون هابطة أو مسيئة، كما كان الحال في أعمال درامية سابقة استطاعت أن تعكس الواقع دون أن تنحدر بمستوى الحوار.
  •  تعزيز دور الرقابة الواعية فالرقابة ليست مجرد أداة للحذف أو المنع بل يمكن أن تكون وسيلة لتوجيه صناع الدراما نحو إنتاج أعمال تحمل قيمة فنية ولغوية حقيقية.
  •  تشجيع الكتابة الإبداعية فيجب الاستثمار في تطوير كتابة السيناريو والحوار بحيث تكون أكثر تنوعا، وتعكس ثراء اللغة العربية بمستوياتها المختلفة دون أن تقع في فخ التسطح أو التكلف. 
  • الاهتمام بالأعمال التي تقدم نماذج إيجابية فمن الضروري تقديم شخصيات تستخدم لغة راقية ومؤثرة بحيث تكون قدوة للمشاهدين، دون أن تفقد المصداقية أو تصبح بعيدة عن الواقع. تبقى الدراما واحدة من أقوى الوسائل الثقافية التي تؤثر في المجتمع، ولذلك فإن المسؤولية تقع على عاتق صناعها في تقديم محتوى يحترم عقل المشاهد ويرتقي بذائقته.
  •  لغة الحوار ليست مجرد وسيلة للتواصل داخل المسلسل، بل هي عنصر جوهري يعكس مدى وعي وتطور المجتمع وإذا استمرت الدراما في الانحدار اللغوي فقد نصل إلى نقطة يصعب عندها استعادة القيمة الحقيقية للفن وتأثيره الإيجابي. 
تم نسخ الرابط