عاجل

سعد الدين الهلالي: مقولة "النعش بيطير" خرافة شعبية لا تمتّ للدين ولا للعلم

سعد الدين الهلالي
سعد الدين الهلالي

طرح الإعلامي عمرو أديب، تساؤلًا أثار فضول الجمهور حول ما يتداوله البعض عن ظاهرة تُعرف باسم "النعش الطاير"، وهي الاعتقاد بأن جنازة المتوفى قد تتحرك بسرعة أو تُحمل بطريقة غير طبيعية وكأنها تطير.    

وقال الدكتور سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، خلال برنامج "الحكاية"، إن مقولة "النعش بيطير" التي يرددها البعض لا أساس لها من الصحة، مؤكدًا أنها مجرد خرافات شعبية لا تمت للدين أو العلم بأي صلة.

وشدد الهلالي على أن حركات النعش أثناء الجنازات طبيعية وتخضع لاندفاع المشيعين أو لطبيعة الطريق، مضيفًا: "لا يوجد في الشرع ما يسمى بأن النعش يطير أو يجري أو يشير إلى أمر غيبي، هذه كلها أوهام تناقلها الناس بلا دليل."

وأوضح الهلالي أن ما يسمى شعبيًا بـ"النعش الطاير" لا وجود له في الشريعة الإسلامية ولا في أي مرجع فقهي موثوق، مؤكدًا أن الإسلام يرفض نسب أي خوارق أو ظواهر غيبية لأحداث بشرية طبيعية دون دليل شرعي. 

وأضاف أن كثيرًا من هذه الاعتقادات نتجت عن الموروث الشعبي وتفسير سلوكيات بشرية بطريقة أسطورية.

تفسير الحركة السريعة للجنازات

وأشار الهلالي إلى أن حركة الجنازة بشكل سريع قد تعود إلى عوامل بشرية وعاطفية، منها رغبة أقارب الميت في الإسراع بالدفن تنفيذًا للسنة النبوية، معتبرًا أن هذا الاندفاع قد يفسّر خطأً على أنه حركة غير طبيعية. 

وبين أن الإسراع بالجنازة سنة مؤكدة، لكنه لا علاقة له بأي خوارق أو ظواهر أسطورية كما يعتقد البعض.

وأضاف أن بعض الجنازات التي تظهر وكأن النعش يتحرك بقوة تكون نتيجة اندفاع عدد كبير من الرجال الذين يحملون المتوفى، أو بسبب ضيق الشوارع أو كثافة الحضور، ما يولد حركات غير منتظمة تبدو للبعض أنها "طيران" أو تسارع فوق الطبيعي.

العادات الشعبية قد تُخلط بالدين

وأكد الدكتور سعد الدين الهلالي أن كثيرًا من الموروثات الشعبية اندمجت مع الشعائر الدينية، ما أدى إلى خلق مفاهيم لا يمت أغلبها إلى الدين بصلة. 

وشدد على أهمية التمييز بين العادات الاجتماعية التي يتناقلها الناس بحسن نية، وبين تعاليم الدين الثابتة التي تعتمد على النصوص الشرعية.

وأوضح أن الإسلام يقوم على الوضوح والرحمة والتيسير، ولا يترك بابًا لمثل هذه التفسيرات التي قد تسبب قلقًا أو خوفًا بين الناس. وأضاف أن نسب أي أمر غيبي إلى الجنائز أو الأموات دون دليل قد يدخل في باب الوهم والخرافة.

احترام الجنازة واجب ورفض الخرافة ضرورة

ودعا الهلالي إلى ضرورة رفع الوعي بين الناس وتصحيح المفاهيم التي تنسب زورًا للدين، مؤكدا أن احترام الجنازة وإكرام الميت يكون بالالتزام بالشرع والسنة، وليس بإضافة خرافات أو تفسيرات غير واقعية ، كما شدد على أهمية دور الإعلام والعلماء في توضيح هذه القضايا التي تثير جدلًا واسعًا بين الناس.

وختم الهلالي حديثه بالقول إن كل ما يتعلق بالجنازات والدفن له ضوابط شرعية واضحة لا مجال للعبث بها أو نسب أمور خارقة لها، داعيًا الجمهور إلى الرجوع لأهل العلم عند سماع مثل هذه المفاهيم.

تم نسخ الرابط