عاجل

بعد المطالبات بإسقاط جنسيتها.. داليا زيادة تروي قصة تأييدها لإسرائيل

داليا زيادة
داليا زيادة

في الأيام الأخيرة، تردد اسم داليا زيادة، التي تُعرف إعلاميًا بأنها ناشطة مصرية ومدافعة عن حقوق الإنسان بعدما تردد في عدد من وسائل الإعلام بأنه تم تقديم طلب رسمي لإسقاط الجنسية المصرية عنها من قبل باحث في مجال حقوق الإنسان رئيس مجلس الوزراء، ووزير الداخلية بتهمة الإضرار بسمعة الدولة المصرية، وتأييدها للرواية الصهيونية للاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني.
وقامت زيادة، بنشر نسخ باللغة الإنجليزية من الأنباء التي تتحدث عن مطالبات إسقاط الجنسية المصرية عنها على صفحتها الرسمية على موقع "إكس"، وكتبت منشور طويل تحت عنوان "هذا ظلم مفرط".

ظهرت زيادة، بدائرة الأضواء بعدما خرجت بتصريحات مثيرة للجدل عن تأييدها للإبادة الجماعية في غزة، بذريعة القضاء على حركة المقاومة الفلسطينية حماس، وتبنت الرواية الإسرائيلية الكاذبة حول أحداث السابع من أكتوبر. 
قوبلت زيادة بهجوم شرس من الرأي العام المصري، وادعت بأنها غادرت مصر بعد تعرضها لتهديد بالقتل والتعرض للعنف، بالإضافة إلى القضايا التي رُفعت ضدها بسبب تصريحاتها. 

نحو الصهيونية

في لقاء – خلال بودكاست الشرق إلى الغرب – نشره موقع القناة 14 العبرية، في  24 نوفمبر 2024، روت زيادة قصة تحولها إلى مدافعة عن الاحتلال الإسرائيلي. 
ووُصفت زيادة، في مقدمة التقرير، بأنها الكاتبة المصرية التي فرت من بلادها إلى الولايات المتحدة الأمريكية بعد انحيازها لإسرائيل، وبأن قصتها عبارة عن "خيبة أمل أيدلوجية" حيث تحولت من مشاركة في مظاهرات مناهضة لإسرائيل إلى مدافعة عن السلام. 
وأوضحت زيادة، خلال المقابلة، بأنها حتى لو كانت على علم بعواقب إدانتها بعد السابع من أكتوبر، فإنها كانت ستفعل ذلك مرة أخرى. وقالت: "من غير المقبول الاحتفال بمذبحة الناس لمجرد أنهم يهود".
خلال اللقاء، صرحت زيادة بأنها شاركت في شبابها بمظاهرة في مصر من أجل غزة، ورأت كيف أحرق المتظاهرون ثلاثة أعلام. الأول كان العلم الإسرائيلي وقالت في هذا الصدد: "كان الأمر منطقيا لأن الاحتجاج كان ضد إسرائيل". 
ومن ثم أحرقوا العلم الأمريكي، وهنا بدأت تطرح الأسئلة: "لقد أربكني الأمر قليلاً. لم أفهم كيف يمكن لعلم محترق لدولة تبعد آلاف الكيلومترات عن غزة أن يساعد الناس في غزة".
أما القشة التي قصمت ظهر البعير -على حد تعبيرها- فكانت قرار المتظاهرين بحرق العلم المصري أيضًا.

قالت: "كانت لحظة صادمة للغاية بالنسبة لي، شعرت وكأنني في المكان الخطأ". 
وأضافت: "منذ تلك اللحظة فتحت عيني، وكسرت الصندوق الأيديولوجي الذي كنت فيه، وبدأت أتعلم عن إسرائيل واليهودية والصراع الإسرائيلي الفلسطيني". مشيرة إلى أن خيبة أملها جعلت "حربها ضد الإسلاميين المتطرفين" مهمة حياتها، إلى جانب نضالها من أجل تحقيق الديمقراطية في البلاد والسلام بين المسلمين واليهود في جميع أنحاء العالم.

السابع من أكتوبر 

وفيما يتعلق بعملية "طوفان الأقصى"، والتي وصفتها بـ "مجزرة السابع من أكتوبر"، قالت زيادة: "وسائل إعلامنا العربية والمصرية قالت إنها مجرد "مواجهة" بين مقاتلين إسرائيليين ومسلحين من حماس وفي مصر، لم تكن التقارير مؤثرة وكأن شيئًا جديد لم يحدث". 
وأوضحت زيادة، بأنه لم تتضح لها معالم الأحداث التي وقعت هناك – في مستوطنات غلاف غزة - إلا بعد أسبوع واحد، عندما حضرت مؤتمرا صحفيا دوليا عقدته وزارتا الخارجية والدفاع الإسرائيليتان، حيث رأت ما حدث بالفعل في السابع من أكتوبر.
وقالت: "كنتُ غاضبة جدًا، ليس فقط بسبب القسوة، بل بسبب احتفالات أصدقائي العرب والمسلمين، الذين احتفلوا بقتل الأطفال، واغتصاب النساء، واختطاف المسنين. لا ينبغي لنا أن نحتفل بهذا، وما فعلته حماس كان إرهابًا محضًا لا أستطيع تبريره"، على حسب تعبيرها.

سحب الجنسية المصرية

في منشور تحت عنوان "هذا ظلم مفرط" ردت زيادة على مطالبات سحب الجنسية المصرية منها، قائلة: "هذا ظلم مفرط! هناك خطب ما في مصر والمصريين!"
وجاءت الرسالة كالآتي: 
منذ أربعة أيام، أتعرض لهجومٍ شرس من وسائل التواصل الاجتماعي المصرية ووسائل الإعلام التقليدية، وتلقيتُ كمًّا هائلًا من الرسائل التي تتراوح بين التحرش الجنسي المبتذل والتهديدات الصريحة بالقتل، وما بينهما. العديد من الرسائل جاءت من مُتصيدي حماس، ولكن الكثير منها جاء أيضًا من مصريين.
إنهم نفس المصريين الذين يعانون مما أسميه "انفصام غزة"، والذين يرفضون فتح الحدود للاجئي غزة، وفي الوقت نفسه يهاجمون أشخاصًا مثلي تضامنًا مع غزة!

ما جريمتي؟ 
صورة على طراز جيبلي (ليست مثالية حتى) ابتكرتها في دقيقتين باستخدام الذكاء الاصطناعي لأربع نساء من الشرق الأوسط (عربيات، إيرانيات، إسرائيليات، وتركيات) يجلسن معًا بسعادة، يشربن القهوة، ويبتسمن بسلام.

بالأمس، بلغت الحملة ضدي ذروتها عندما قدم طلب رسمي لسحب جنسيتي من مجلس الوزراء المصري. صدق أو لا تصدق، يريدون تجريدني من جنسيتي وهويتي المصرية لأني أدعو للسلام في الشرق الأوسط!

قبل ستة عشر شهرًا، اضطررت للفرار من مصر، هربًا من الإسلاميين المتطرفين الذين أرادوا قتلي لعدم إيماني، ومن اغتيال أخلاقي من قِبل وسائل إعلام حكومية، ومن دعاوى قضائية عديدة تتهمني بالخيانة العظمى والتجسس لصالح الموساد الإسرائيلي.

ما هي جريمتي إذن؟
إدانة هجوم حماس الإرهابي المروع على المدنيين الإسرائيليين في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ودعم حق إسرائيل في الدفاع عن شعبها ضد أي عمل إرهابي.

منذ ستة عشر شهرًا، وأنا أكافح لأبقى واقفًا على قدمي وأرفع صوتي في وجه لواءٍ ضخم من الحاقدين المتوحشين المتهمين بالتحيز الأيديولوجي ضد الشعب اليهودي وكل من يدعو إلى السلام والتعايش مع اليهود، بمن فيهم المسلمون الإصلاحيون مثلي.

نعيش في زمنٍ غريب، حيث يُعلن من يمارسون معاداة السامية والتطرف بصوتٍ عالٍ وفخور، بينما يُضطهد ويُحتقر من يعملون بجدٍ من أجل السلام في الشرق الأوسط!
القرار الآن بيد رئيس الوزراء المصري، مصطفى مدبولي (بعد التشاور مع المخابرات العامة المصرية بالطبع)، سواءً أكان سيجردني من هويتي المصرية أم لا! إنه قرار تنفيذي، ولا أملك حتى رفاهية معارضته قبل صدوره.

في حال جنت الحكومة المصرية وقررت سحب جنسيتي، أريدهم فقط أن يعلموا أن خسارتهم هي، وليست خسارتي.
خذ مني جنسيتي كما أخذت مني في غمضة عين الحياة السعيدة التي بنيتها لسنوات.. خذ ما تريد، ولكنك لن تأخذني مني أبدًا.

تم نسخ الرابط