عاجل
عمرو سهل
عمرو سهل

إلى أين ستمضي حماس ولماذا تعطينا الانطباع بأن بقاءها وسلاحها أهم من الشعب الفلسطيني الذي هو اليوم على المحك وتعد له العدة لدفعه إلى مغادرة أرضه ولا أدري أين هي أصوات الفصائل الفلسطينية الأخرى في هذا التحجر الحمساوي الذي لا يكترث لعذابات الفلسطينيين وأذكر هنا بعبارة خالد مشعل ردا على فداحة الخسارة البشرية لشعب تركته حماس أعزل في مواجهة آلة قتل بشرعية دولية ساقطة "إن الخسائر تكتيكية" ولا أعرف إلى أين سيمضون بالفلسطينيين وهم ينفردون بقرار حربه وسلمه متناسين أنهم ما جاءوا إلى السلطة إلا بشرعية أوسلو التي يمزقها المتطرفون الذين يحكمون إسرائيل اليوم ويضيعون مكاسبها واحدا تلو الآخر.

كيف تقرأ حماس المشهد من حولها هل ستستمر حتى مقتل أو مغادرة آخر فلسطيني أم وجب عليها أن تعلن أنها غادرت المشهد مفوضة جامعة الدول العربية في اتخاذ ما يلزم من إجراءات إزاء وقف المسلخ البشري الذي نصبته قوة الاحتلال في غزة.

ألا ترى حماس أن من دفعوها إلى هذا الأتون تخلوا عنها ونأوا بأنفسهم عن التورط في حرب مباشرة مع إسرائيل وكيلة الولايات المتحدة في المنطقة ألم تدرك حماس بعد أن مخطط التهجير بات واقعا ينفذ على الأرض فبعد إتمام السيطرة الكاملة على محور "موراج" الواقع شمال رفح ما يعد فصلا لمدينة رفح عن باقي مناطق قطاع غزة والممتد من مخيم جار القمر على الساحل وصولا إلى مستوطنة سيدروت يمنح الاحتلال الإسرائيلي هيمنة ميدانية شمالا في محور موراج وجنوبا في محور صلاح الدين ويحول رفح إلى منطقة عازلة.

خطة تهجير قسرية

ألم يعد هذا كافيا لكي تدرك حماس أن الاحتلال عازم على إفراغ رفح من سكانها بشكل ممنهج ودفعهم إلى وسط القطاع ضمن خطة تهجير قسرية جماعية فيما يتعرض الباقون للقصف العنيف والمجاعة ليواجه الواقع الفلسطيني أزمة مركبة تجمع بين القصف والمجاعة وتكشف عن سياسة ممنهجة لإفراغ المناطق من سكانها عبر أدوات الضغط المادي والنفسي دون أي اعتبار للكرامة الإنسانية أو القانون الدولي.

وتمنح السيطرة على محور موراج مؤشرات لحشر سكان القطاع في منطقة الساحل ومخيم المواصي حيث بناء رصيف بحري يرجح أن يكون بوابة لترحيل من تبقى إلى دول مثل اليونان أو قبرص في سابقة تنذر بتغيير ديموغرافي قسري يتجاوز حدود القطاع.

إن من العبث أن تنتظر حماس ثمار مقاطع الفيديو التي  تستنطق فيها الأسرى بما تريد بثه في المجتمع الإسرائيلي ليثور ضد الحكومة ويسقطها فقد تبين أن محاكمة نتنياهو والمظاهرات في تل أبيب تحركات لا يبدو أن لها تأثيرا فعليا على سياسات الاحتلال في الميدان بل ينظر إلى هذه القضايا على أنها جزء من خطاب داخلي موجه للرأي العام الإسرائيلي خاصة مع غياب فاعلية حماس القتالية التي لم نعد نراها إلا في لحظات تسليم الأسرى دون أي دور حقيقي في حماية الفلسطينيين وسط واقع مأساوي يعيشه القطاع تتقاطع فيه سياسات الاحتلال القائمة على التهجير والترويع مع عجز الفاعلين المحليين والدوليين عن حماية السكان وخطر متصاعد بتحويل قطاع غزة إلى منطقة مغلقة مطوقة تمهيدا لإفراغها من سكانها في ظل صمت دولي وتغاض عن أكبر عمليات التهجير المعاصرة فهل ستحكم حماس الصخور والأطلال أم ماذا؟ّ!.

إن الشعور بالخجل عند انتقاد حماس وما دفعته سياساتها بالقضية الفلسطينية لم يعد له محل ووجب على الجميع أن يصدع بالحق مطالبا حماس بتسليم الأسرى والقطاع فورا إلى الجامعة العربية أو لجنة مصرية قطرية أو أي تنسيق آخر فلم يعد الوقت المتبقى من تفويت مخطط التهجير طويلا ومع مرور كل ساعة في ظل هذا الجمود الذي تشهده الأزمة هو خسارة غير قابلة للتعويض فهل تتفهم حماس التي ترى أن ذلك ضياع للقضية وكأنها تتصور أن فقدانها السلطة  أو تراجعها التكتيكي خسارة غير قابلة للتعويض ولنتساءل ما قيمة 50 أسيرا مقابل 2 مليون فلسطيني يواجهون الموت جوعا أو عطشا أو الإبعاد عن الوطن فهل من أجل هذا قاومت حماس؟!.

تم نسخ الرابط