تأثير "أدوليسنس".. تصاعد جرائم الأسلحة بين الأطفال في بريطانيا

نشرت صحيفة "ذا ميرور" البريطانية تقريرًا يكشف عن ارتفاع مقلق في جرائم استخدام الأسلحة الحادة من قبل الأطفال في المملكة المتحدة، حيث تم تسجيل ما يصل إلى عشر جرائم يوميًا.
وبحسب التقرير فإن هذه الأرقام "المزعجة" -حسب التقرير- تسلط الضوء على ظاهرة خطيرة تتفاقم بشكل مستمر، حيث تعامل النظام القضائي البريطاني مع 3,591 جريمة سكاكين وأسلحة حادة ارتكبها أطفال تتراوح أعمارهم بين 10 و17 عامًا في العام القضائي المنتهي في سبتمبر 2024.
أيضا، تُظهر الأرقام أن هذه الجرائم شهدت زيادة بنسبة 27% مقارنة بالعام نفسه قبل عشرة سنوات، مما يشير إلى أن هذه الظاهرة تتفاقم بشكل ملحوظ.
كما شهد العام الماضي زيادة طفيفة بلغت 0.4% مقارنة بالعام الذي قبله، إذ كان هناك 3,577 جريمة مشابهة.
ووفقًا لمجلس العموم البريطاني، تُعتبر الأسلحة الهجومية أي أداة تم صنعها أو تعديلها لتسبب إصابة، مثل مضارب البيسبول، أو المطارق، أو حتى المواد الكيميائية الحارقة.
وتُظهر البيانات المجمعة، التي تغطي فترة 12 شهرًا حتى سبتمبر 2024، إجمالي عدد الجرائم الخطيرة التي استخدمت فيها السكاكين، بما في ذلك حوادث القتل والاغتصاب، مما يعكس تزايدًا في استخدام الأسلحة البيضاء في الجرائم على مستوى البلاد.
كما كشفت الإحصائيات الأخيرة عن تسجيل 3,591 جريمة تتعلق بالسكاكين أو الأسلحة الهجومية من قبل الأطفال في إنجلترا وويلز خلال العام المنتهي في سبتمبر 2024. من بين هذه الحالات، 95.6% تتعلق بحيازة الأسلحة.
في المقابل، أكدت وزيرة الشرطة والوقاية من الجريمة، ديانا جونسون، أن الحكومة ستواصل السعي بكل السبل الممكنة لحماية الشباب من المخاطر المتزايدة.
"أدوليسنس" يحفز النقاش حول جرائم السكاكين
في أعقاب النجاح الكبير لمسلسل الجريمة "أدوليسنس" الذي تم بثه على شبكة "نتفليكس"، ويروي قصة فتى في الثالثة عشرة من عمره تم اعتقاله بتهمة قتل مراهقة تعرضت للطعن، تزايدت المخاوف من تزايد جرائم السكاكين بين الشباب.
المسلسل، الذي يشارك في إنتاجه وبطولته النجم ستيفن جراهام، يعكس الواقع الاجتماعي المظلم الذي يواجهه العديد من الأطفال.
وحقق "أدوليسنس" نجاحًا كبيرًا ليصبح أول برنامج من منصات البث المباشر يتصدر قائمة المشاهدات الأسبوعية في المملكة المتحدة.
ورغم كونه دراما خيالية، تظهر الأرقام الصادمة من مكتب الإحصاءات الوطنية أن ثمانية من كل عشرة مراهقين قتلوا في العام المنتهي في مارس 2024 تم قتلهم باستخدام سكين أو أداة حادة.
المسلسل كأداة للتوعية
ينقل التقرير عن كاندا، التي فقدت ابنها البالغ من العمر 16 عامًا في حادثة خطأ في الهوية في عام 2022، على المسلسل معتبرةً إياه مصدرًا للمحادثات الضرورية.
وقالت إنه دراما قوية أثارت الكثير من النقاشات حول قضايا حقيقية نعيشها كآباء".
وأكدت أنها ستتابع الحلقات القادمة عندما تشعر بأنها مستعدة، داعية الآباء إلى مشاهدة المسلسل مع أطفالهم، لما له من تأثير كبير في زيادة الوعي بهذه القضايا.

جذور المشكلة
من جهة أخرى، أشار باتريك جرين، المدير التنفيذي لجمعية بن كينسيلا التي تكافح جريمة السكاكين، إلى أن معظم الأطفال الذين يرتكبون هذه الجرائم غالبًا ما يكونون مدفوعين بالخوف واليأس. وأكد أن معالجة الأسباب الجذرية لهذه الجرائم أمر أساسي للحد منها في المستقبل.
وأضاف أنه من دون تدخلات موجهة تعالج الصدمات النفسية، وتوفر مساحات آمنة، وتعرض مسارات بديلة، فإن دورة العنف هذه ستستمر.
كما أشاد جرين بمسلسل "أدوليسنس" لدوره في تسليط الضوء على التأثير الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي على عقول الشباب، مشيرًا إلى أن العديد من الآباء قد لا يدركون تأثير هذه الوسائل على أطفالهم.
وأضاف أن ما يثير القلق هو أن الكثير من الآباء، الذين لم ينشأوا في بيئة إعلامية كهذه، قد يكونون غير مدركين لحجم تأثير هذه الوسائل على أطفالهم.
وفي ختام حديثه، شدد جرين على أن مكافحة العنف بين الشباب هي "مسؤولية جماعية".
وقال إن الأمر لا يتعلق فقط بإنفاذ القانون أو المدارس؛ بل يشمل الأسر والمجتمعات وصناعة التكنولوجيا. يحتاج الشباب إلى إرشاد قوي لمساعدتهم في التعامل مع الكم الهائل من المعلومات التي يواجهونها عبر الإنترنت".