آثارنا المنسية… "بيتوزيرس" مقبرة من روائع آثار المنيا

تعد المنيا أحد أجمل المحافظات المصرية، وهي تحوي العديد من المناطق الأثرية غاية في الروعة والندرة، فنجد أن المنيا تضم منطقة تل العمارنة، ومقابر بني حسن ومنطقة تونا الجبل والتي تشمل مقبرة إيزادورا، وسراديب جحوتي ومقبرة بستوزيرس
ومن ناحيته قال الدكتور محمد وهب الله المتخصص في الآثار المصرية القديمة، إن مقبرة بيتوزيريس
في منطقة تونا الجبل بالمنيا تعد من أجمل المقابر المصرية القديمة.
وقال إن المقبرة تخص الكاهن بادي أوزير أو بيتوزيرس وهو كبير كهنة الإله تحوت "والذي يظهر على صورتين، قرد البابون أو طائر أبي محجن".
وتابع وهب الله في تصريحات خاصة لـ نيوز رووم أن بيتوزيرس حمل العديد من الألقاب الدينية وهي المبجل لدى الإله تحوت، وسيد الأشمونين، وعظيم الخمسة، والمسئول عن العروش، والكاتب الملكى كاهن الإله.
وبادي أوزير يعني هبة الإله اوزير، وقد بنى مقبرة له ولعائلته بتونا الجبل، وصممت واجهتها على طراز واجهة المعابد البطلمية والتى تميزت بوجود الستائر الجدارية لحماية المناظر من عوامل التعرية.
والمقبرة تنقسم إلى جزئين الجزء الأول البروناوس ويشمل مناظر الحياة اليومية من زراعة وتربية الأبقار والعديد من الصناعات أهمها صناعة ووزن الذهب وصناعة العطور والجزء الثاني هو المقصورة الرئيسية وجميع مناظرها تخص العالم الآخر من تعبدات ومناظر جنائزية
وتضم بئر الدفن الذي يبلغ عمقة 8 أمتار يؤدى الى شوارع تحت الأرض كان مدفون فيها عائلة بيتوزيريس وهم ثمانية أشخاص.
وأهم ما يميز تلك المقبرة أن الفن فيها خليط بين الفن المصرى القديم والعديد من الفنون الأخرى سواء الفارسية أو اليونانية.
واختلف العلماء في تأريخ المقبرة فمنهم من قال إنها عصر بطلمى مستندا في ذلك على واجهة المقبرة
ومنهم من قال إنها عصر يوناني روماني مستندا في ذلك على بعض المناظر التى اخذت الصبغة الرومانية.
ومنهم من قال إنها عصر متأخر وهذا الأرجح مستندا في ذلك على مناظر المقصورة الرئيسية والأرجح أن الجزء الثاني من المقبرة بُني في العصر المتاخر والجزء الأمامي بني في بداية العصر البطلمي، ويوجد بالمقبرة سرد كامل لتقديم القرابين على أسفل جدران المقبرة بالكامل