خبير: ارتفاع فوري لاحتياطي النقد الأجنبي نتيجة الإقبال الكثيف على المتحف
قال الدكتور أحمد شوقي الخبير الاقتصادي، إن ما نشهده اليوم من إقبال استثنائي وتكدس مروري في طريق الذهاب إلى المتحف المصري الكبير هو مجرد بداية لموجة اقتصادية واعدة ستنعكس على الدخل القومي، والاحتياطي من النقد الأجنبي، وفرص العمل، وثقة المستثمرين.
وأضاف - في تصريحات خاصة لـ "نيوز رووم" – أنه من المتوقع أن يكون المردود الاقتصادي في سياق الترويج للسياحة الثقافية والاستثمارات المرتبطة بها كبير بعد بدء استقبال المتحف المصري الكبير للزوار من مختلف دول العالم، لافتًا إلى أن الأثر لن يكون فوريًا بالكامل لجميع القطاعات.
وأوضح أننا سنشعر ببعض التأثيرات من إيرادات، وتشغيل بشكل سريع، لكن البعض الآخر مثل: الاستثمار طويل الأجل، وتحول البنية التحتية، فيحتاج سنوات كي يتبلور.
استراتيجية طويلة الأمد
وشدد على أهمية تحقيق الاستفادة القصوى للحكومة والمجتمع من هذا الزخم - ليس فقط من خلال عدد الزوار - ولكن عبر استراتيجية طويلة الأمد لتطوير المنطقة المحيطة سياحيًا، وثقافيًا، تجاريًا.
وبسؤاله على أي مدى زمني سنشعر بالمردود، أفاد الخبير بأنه من المتوقع أن نرى تأثير سريع ملموس خلال فترة من سنة إلى سنتين. وذلك من خلال زيادة مباشرة في مدخلات التذاكر، ومتاجر الهدايا، فضلًا عن ارتفاع الطلب على الفنادق والمطاعم في الجيزة والقاهرة.
النقد الأجنبي الوارد
وتابع: "سيكون الأثر فوري على النقد الأجنبي الوارد إذا كان جزء كبير من الزوار أجانب، وسينعكس ذلك في حسابات السياحة بميزان المدفوعات، وكذا يبدأ الانعكاس على الاحتياطي النقدي الأجنبي".
وأوضح أنه خلال فترة ( من 3 - 5 سنوات ) سنرى تأثير متوسط الأمد، وهو الأكثر أهمية، حيث دوران المضاعف، ونشأة مشروعات صغيرة ومتوسطة حول المتحف (مطاعم، نقل، تذكارات، خدمات سياحية)، وارتفاع فرص العمالة المحلية.
هذا بالإضافة إلى توسع في استثمارات فندقية وتجارية جديدة قد تتحقق بعد رؤية الطلب المستدام، وهذا هو الأفق الذي سنشعر فيه بالتحول الحقيقي في التشغيل والإيرادات، وفقًا للخبير الاقتصادي.
تحول هيكلي في الاقتصاد
وتوقع شوقي أن ما بعد 5 سنوات وبشكل مستدام - والذي سيكون أفضل النتائج عند وجود تخطيط موازي – قد يكون هناك تحول هيكلي محتمل في اقتصاد مناطق الجيزة، مثل: زيادة الاستقرار الوظيفي، وتحسن البنية التحتية، ونشاط سوق العقارات التجاري.
- كما لفت إلى أهمية وضع سياسة تسعير وتجارب مميزة مثل: حوافز للحجز المسبق، وباقات ثقافية تربط المتحف بالإقامة الطويلة لجذب إقامة أطول وزيادة الإنفاق الليلي، باالإضافة إلى حزمة خدمات للمسافر الأجنبي مثل: توقيع شراكات مع الفنادق والناقلين لجذب شرائح سياحية متكاملة، فتزيد متوسط الإقامة ومصاروفات الزائر.
مؤشرات الأداء الرئيسية
أشار إلى ضرورة الترويج الدولي المركز على سياحة الثقافة الراقية، والتسويق لأسواق ذات متوسط إنفاق أعلى، مع تتبع مؤشرات الأداء الرئيسية “KPIs” متوسط الإنفاق للزائر، ومتوسط الإقامة، ونسبة الزوار الأجانب، وكذلك مؤشر رضا الزائرين.، مثل تقليل الإزدحام لتعظيم المردود ولتعظيم المردود وتقليل أثر الازدحام، أوصى الخبير بضرورة العمل على تنسيق مروري فوري حول المتحف من مسارات مخصصة للحافلات السياحية، وتوقيتات دخول متباعدة، وتعزيز النقل العام، وربط المتحف بمطار سفنكس ومحطات قطار سياحية، مشيرًا إلى إلى ضرورة وضع خريطة استثمار بنيوية من خلال ربط جزء من عوائد التذاكر لتطوير البنية التحتية المحلية (طرق، مواقف، مرافق عامة) لتقليل تكلفة الازدحام على المدى المتوسط.
واختتم حديثه قائلًا: "إن نجحت السياسات من تطوير النقل، وتحسين تجربة الزائر، والتسويق الدولي للمتحف، فسيصبح المتحف محركًا مستدامًا للنمو السياحي عالي القيمة".
وفي 1 نوفمبر الجاري، تم افتتاح االمتحف المصري الكبير بحضور عدد من رؤساء العالم، بعد سنوات من التأجيل والإعداد، ليصبح أكبر متحف في العالم مخصص للحضارة المصرية القديمة