الولايات المتحدة تهدد أوكرانيا بوقف المساعدات حال رفضها خطة السلام
اجتمع مسؤولون أمريكيون وأوكرانيون وأوروبيون في سويسرا اليوم الأحد لإجراء محادثات بشأن خطة السلام الأمريكية المثيرة للجدل، التي قدمت إلى كييف هذا الأسبوع، والتي يرى منتقدون أنها قد تشكل استسلاماً جزئياً لأوكرانيا.
وقال مسؤول أمريكي كبير لشبكة ABC News إن وفداً أمريكياً يضم وزير الجيش دانيال بي دريسكول ووزير الخارجية ماركو روبيو والمبعوث ستيف ويتكوف التقى بمسؤولين أوكرانيين في جنيف، مؤكداً أن الاجتماعات الأولى مساء السبت كانت "إيجابية وبناءة"، فيما استمر العمل يوم الأحد في لقاءات رسمية بين الطرفين.
وذكرت الشبكة أن الولايات المتحدة هددت أوكرانيا بوقف كامل للمساعدات في حال رفضت الاتفاق المقترح، بما يشمل توريد صواريخ الدفاع الجوي وتبادل المعلومات الاستخباراتية وجميع الالتزامات المتعلقة بالأسلحة والدعم العسكري، وفق ما كشف مسؤول أوكراني رفيع المستوى

ترامب: القيادة الأوكرانية لم تثمن جهودنا لوقف الحرب
فيمت أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى وجود مجال لمزيد من المفاوضات، وقال رداً على سؤال الصحفيين إن عرض الخطة ليس نهائياً، مضيفاً: "نرغب في تحقيق السلام بطريقة أو بأخرى، سننهي هذا الصراع".
انتقد ترامب الرئيس الأوكراني وداعميه الأوروبيين، مشيراً إلى أن القيادة الأوكرانية لم تعرب عن امتنان للجهود المبذولة، وأن أوروبا تواصل شراء النفط من روسيا.
ومن جانبها، قالت أوكرانيا إن الوفد الأوكراني في جنيف في مزاج بناء للغاية، بحسب أندريه يرماك، رئيس مكتب الرئيس فولوديمير زيلينسكي، فيما وصف رستم عمروف، رئيس مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني، المقترحات الأميركية بأنها تتضمن العديد من الأولويات الوطنية الأوكرانية، مؤكداً تقدير أوكرانيا للشركاء الأمريكيين الذين يعملون لفهم مخاوف كييف.

وأكد زيلينسكي انعقاد الاجتماعات في سويسرا، مشدداً على أهمية استمرار الحوار البنّاء بين أوكرانيا والولايات المتحدة والشركاء الأوروبيين، معرباً عن أمله في الوصول إلى نتيجة توقف إراقة الدماء وتمنع اندلاع الحرب مجدداً.
وأضاف أن المقترحات الأمريكية قد تتضمن عناصر مستندة إلى وجهات النظر الأوكرانية، وتعمل السلطات على تفعيلها لتحقيق الهدف الرئيسي لشعب أوكرانيا وهو وضع حد نهائي للنزاع الدموي.
وفي سياق متصل، حث زيلينسكي شركاء أوكرانيا على تعزيز الدفاعات الجوية، في ظل استمرار الغارات الروسية الليلية بعيدة المدى، التي شهدت منذ ليلة السبت وحتى صباح الأحد إطلاق 98 طائرة مسيرة على الأراضي الأوكرانية، تم إسقاط أو كبح 69 منها، بحسب سلاح الجو الأوكراني. وأكد الرئيس أهمية تسريع تنفيذ اتفاقيات أوكرانيا مع شركائها بشأن أنظمة الدفاع الجوي والصواريخ.
وتأتي هذه التحركات الدبلوماسية مع عرض خطة السلام الأميركية المكونة من 28 نقطة، التي صيغت بالتنسيق مع الكرملين وبدعم من رستم عمروف، وتشمل مطالب موسكو التي رفضتها كييف سابقاً، مثل خفض القوات المسلحة الأوكرانية بأكثر من النصف والتنازل عن أراضٍ لم تحتلها روسيا بعد، وحظر امتلاك أسلحة بعيدة المدى، مع الاعتراف الروسي باستيلاء موسكو على شبه جزيرة القرم عام 2014.

وأعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن تلقّي الكرملين المقترح، قائلاً إنه قد يشكل أساساً لتسوية سلمية نهائية، لكنه لم يُناقش بالتفصيل بعد.
فيما يشير زيلينسكي إلى أن أوكرانيا تواجه واحدة من أصعب اللحظات في تاريخها، محذراً من ضرورة الاختيار بين الكرامة" أو خطر فقدان شريك رئيسي، في إشارة إلى الولايات المتحدة.
وفي شأن متصل، نفى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو المزاعم التي طرحها أعضاء مجلس الشيوخ بأن الخطة صاغتها روسيا، مؤكداً أنها من تأليف الولايات المتحدة وتستند إلى مدخلات روسية وأوكرانية على حد سواء، ووصف الاقتراح بأنه إطار قوي للمفاوضات الجارية.
وأعرب رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك عن تشككه في الخطة، مشيراً إلى ضرورة تحديد من هو مؤلف الخطة وأين أعدت، فيما حذرت مجموعة من 48 مسؤولاً ومشرعاً من أوروبا وأوكرانيا، في رسالة مفتوحة إلى ترامب، من أن أي استرضاء لروسيا سيكون "مستهجناً أخلاقياً وانتهاكاً للكرامة الإنسانية".
وفيما يتعلق بنقاط الاتفاق، رأى عضو البرلمان الأوكراني أوليكساندر ميريزكو أن البند الذي يؤكد سيادة أوكرانيا هو النقطة الوحيدة التي تمنح سبباً للتفاؤل بين البنود الثمانية والعشرين.



