مهندسة "مايكروسوفت" ابتهال أبو سعد: نرفض كتابة كود يقتل الفلسطينيين

شهدت شركة البرمجيات الأمريكية العملاقة "مايكروسوفت" موجة من التوتر بعد تنظيم نحو 30 موظفًا وقفة احتجاجية خلال احتفالات الذكرى الخمسين لتأسيس الشركة، اعتراضًا على تورطها في بيع تقنيات الذكاء الاصطناعي للجيش الإسرائيلي، ودورها المتزايد في الحرب على غزة.

وبرزت من بين المشاركين المهندسة المغربية ابتهال أبو سعد، التي تعمل في قسم الذكاء الاصطناعي بالشركة، حيث عبّرت عن رفضها القاطع لتوظيف التكنولوجيا في استهداف الفلسطينيين، مؤكدة: "نحن نرفض كتابة كود يقتل الفلسطينيين".

وأضافت أبو سعد أنها صُدمت بعد اكتشافها أن قسمها التقني يساهم في دعم “الإبادة الجماعية لشعبها في فلسطين”، مشيرة إلى أنها لم تُبلّغ في أي وقت بأن مشاريعها تُستخدم في التجسس أو الهجمات، وأنها لو علمت بذلك، لما انضمت إلى مايكروسوفت من الأساس.

وكشفت المهندسة عن وجود عقد قيمته 133 مليون دولار بين مايكروسوفت ووزارة الدفاع الإسرائيلية، موضحة أن استخدام الجيش الإسرائيلي لتقنيات الذكاء الاصطناعي الخاصة بالشركة تضاعف بمقدار 200 مرة بعد أكتوبر 2024. وأضافت أن "سحابة مايكروسوفت والذكاء الاصطناعي جعلا جيش الاحتلال أكثر فتكًا وتدميرًا في غزة".

وختمت حديثها برسالة لزملائها في الشركة: "الصمت تواطؤ، حتى وإن لم تكن تعمل مباشرة في المشاريع العسكرية".

حظر حسابات الموظفين المحتجين

بعد الواقعة، أعلنت أبو سعد أنها مُنعت من دخول حسابها الوظيفي، إلى جانب زميلتها فانيا أجراوال، في خطوة أثارت الجدل حول احتمال فصل الموظفين المشاركين في الاحتجاج.

وفي بيان رسمي، قالت مايكروسوفت: “نحرص على توفير قنوات للتعبير عن الآراء، لكننا نؤكد على ضرورة عدم تعطيل سير العمل. وفي حال تجاوز هذا الإطار، نطلب من المشاركين الانتقال إلى موقع بديل. نلتزم بأعلى درجات الانضباط المهني خلال فعالياتنا.”

ورغم ذلك، رفضت الشركة توضيح ما إذا كانت ستتخذ إجراءات إضافية بحق الموظفين المحتجين، في حين لم تتلق أبو سعد أي توضيحات رسمية حتى الآن بشأن وضعها الوظيفي.

احتجاج خلال العرض التقني

جاء أبرز مشهد في الاحتجاج حين قاطعت أبو سعد كلمة مصطفى سليمان، نائب الرئيس التنفيذي لقسم الذكاء الاصطناعي، أثناء عرضه مشروع “Copilot”، وقالت له من بين الحضور: “مصطفى، هذا أمر معيب"، ثم صعدت باتجاه المنصة متهمة الشركة بدعم العمليات العسكرية الإسرائيلية من خلال أدوات الذكاء الاصطناعي، وأضافت: “أنتم تتحدثون عن استخدام الذكاء الاصطناعي في الخير، بينما يتم استخدامه لقتل الأبرياء. أيادي مايكروسوفت ملطخة بالدماء.”

ورد سليمان بهدوء: “شكرًا لاحتجاجكم.. أسمعكم"، لكن أبو سعد واصلت اتهاماتها، مؤكدة أن جميع موظفي مايكروسوفت مسؤولون عن سفك الدماء، قبل أن يتم إخراجها من القاعة.

الاحتجاج الذي تزامن مع وجود شخصيات بارزة مثل بيل جيتس وستيف بالمر وساتيا ناديلا، أعاد إلى الواجهة تساؤلات كثيرة حول أخلاقيات الشركات التكنولوجية الكبرى ودورها في النزاعات المسلحة.