خالد الجندي يوضح: لماذا وصف الله القصص القرآني بـ"أحسن القصص"؟
استعرض الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، معنى قوله تعالى: «نحن نقص عليك أحسن القصص»، موضحًا أن وصف القصص القرآني بـ"الأحسن" لا يقتصر على جانب واحد، بل يشمل عناصر متعددة: من حيث البناء، والهدف، والغاية، والحكمة، والصدق، والقدرة على النفاذ إلى أعماق النفس البشرية.
القصص القرآني يتميز بخاصية لا تتوافر في أي عمل أدبي
وأشار، خلال تقديمه برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc" إلى أن القصص القرآني يتميز بخاصية لا تتوافر في أي عمل أدبي أو سردي آخر، لأنه يكشف خبايا النفوس ودواخل الشخصيات في لحظاتها الإنسانية الأعمق، وهو أمر لا يقدر عليه مؤلف أو كاتب مهما حاول.
وأوضح أن الإنسان عاجز بطبيعته عن إدراك الدوافع الحقيقية وراء القرارات المصيرية، سواء كانت سياسية أو اجتماعية أو شخصية، مضيفًا:" حتى القرارات التاريخية التي مرت بها مصر خلال العقود الماضية، ورغم كثرة ما كُتب عنها، إلا أن نوايا صناع القرار الحقيقية تظل طي الكتمان، لأن العمل السياسي بطبيعته يتسم بالغموض وحسابات عديدة لا يعرفها عامة الناس.
ما يميز القصص القرآني؟
وضرب الجندي مثالًا بأن الإنسان ذاته قد لا يعرف الدوافع الدقيقة لقرارات أقرب الناس إليه، فما بالك بقرارات قادة أو مسؤولين تتشابك في أذهانهم ملفات معقدة. ومن هنا يأتي تميز القصص القرآني؛ لأنه صادر عن خالق الإنسان، العالم بخفايا النفوس، كما قال تعالى: «ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير».
وساق عددًا من الأمثلة التي تكشف قدرة القصص القرآني على تصوير الأعماق الداخلية للشخصيات، ومنها قوله تعالى عن أم موسى: «وأصبح فؤاد أم موسى فارغًا»، وهو وصف لا يمكن لغير الله أن يكشفه لإحاطة بمشاعرها في لحظة الخوف والفراق، وكذلك في قصة يعقوب عليه السلام حين قال: «إنما أشكو بثي وحزني إلى الله»، ثم يصف القرآن حالته حتى بياض عينيه من شدة الحزن، وهي تفاصيل لا يعلمها إلا من يطلع على قلب الإنسان.
كما توقف الجندي عند تصوير القرآن للحالة الذهنية للوليد بن المغيرة وهو يفكر في القرآن وكيف واجهه: «إنه فكر وقدر ثم عبس وبسر ثم أدبر واستكبر»، وهو كشف لرحلته النفسية من الداخل، لا يتيسر إلا بعلم الله.


