بدء محادثات جنيف لبحث الخطة الأمريكية للسلام في أوكرانيا

بدأت محادثات، اليوم الأحد، في جنيف تجمع وفوداً من الولايات المتحدة وأوكرانيا ودول أوروبية لمناقشة الخطة الأمريكية المقترحة لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وهي المبادرة التي أثارت جدلاً واسعاً وصفت من قبل منتقدين بأنها تجبر كييف على تقديم تنازلات كبيرة.

وقال مسؤول أمريكي كبير لشبكة ABC News إن الوفد الأمريكي الذي يضم وزير الجيش دانيال بي دريسكول ووزير الخارجية ماركو روبيو والمبعوث ستيف ويتكوف وصل إلى سويسرا لعقد جولة جديدة من المحادثات. 

وأوضح أن دريسكول عقد مساء أمس السبت “اجتماعات جيدة” مع الفريق الأوكراني، واصفاً إياها بأنها إيجابية وبناءة، على أن تستكمل اللقاءات الرسمية عصر الأحد.

من جهته، أكد أندريه يرماك، رئيس مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ورئيس وفد كييف، أن الوفد جاء بـ“روح إيجابية”، وبدأ بالفعل اجتماعات مع مسؤولين أوروبيين، فيما أفاد مسؤول أمريكي بوجود خطط لعقد اجتماع منفصل بين الوفد الأمريكي ونظيره الروسي، دون الكشف عن مكانه.

ضغوط أمريكية على كييف وموقف زيلينسكي

كشف مسؤول أوكراني رفيع لشبكة ABC أن الولايات المتحدة هددت بوقف كامل للمساعدات إذا رفضت كييف الخطة، بما يشمل منظومات الدفاع الجوي وتبادل المعلومات الاستخباراتية والدعم العسكري.

زيلينسكي أكد عبر “تيليجرام” أن الاجتماعات انطلقت في سويسرا، قائلاً:“من الجيد عودة الدبلوماسية، وعلينا أن نضمن وقف إراقة الدماء ومنع اندلاع الحرب مجدداً".

وفي منشور سابق، دعا زيلينسكي الشركاء إلى تعزيز الدفاعات الجوية، خاصة في ظل هجوم روسي جديد شمل 98 طائرة مسيّرة، جرى إسقاط أو تعطيل 69 منها وفق سلاح الجو الأوكراني.

خطة السلام الأمريكية.. 28 نقطة مثيرة للجدل

الخطة التي صاغتها واشنطن بالتنسيق مع موسكو بمشاركة مسؤول الأمن القومي الأوكراني رستم عمروف، تتضمن بنوداً شديدة الحساسية، من أبرزها:

• تقليص الجيش الأوكراني إلى أقل من النصف.
• التنازل عن أراضٍ لم تحتلها روسيا بعد.
• منع كييف من امتلاك أسلحة بعيدة المدى.
• احتفاظ روسيا بمعظم الأراضي التي تسيطر عليها حالياً.
• اعتراف أوكراني بشكل ما بسيطرة موسكو على شبه جزيرة القرم.
• كما تحظر الخطة نشر قوات أجنبية في أوكرانيا وتحد من الدعم العسكري الأميركي مستقبلاً.

كما أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن الكرملين تلقى المقترح، معتبراً أنه يمكن أن يشكل أساساً لتسوية نهائية، لكنه أشار إلى أن واشنطن لم تحصل بعد على موافقة كييف. 

وأضاف فلاديمير بوتين أن أوكرانيا وحلفاءها ما زالوا يتوهمون إمكانية إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا.

زيلينسكي: أوكرانيا تمر بأصعب لحظاته

وفي خطاب للأمة، قال زيلينسكي إن بلاده تمر بأحد أصعب لحظاتها، محذراً من أن كييف قد تضطر قريباً للاختيار بين الكرامة وفقدان شريك رئيسي في إشارة للولايات المتحدة، مؤكداً أنه سيعمل على تقديم مقترحات بديلة وإقناع الجانب الأميركي.

ترامب: الخطة ليست نهائية

لكن قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال إن النص المطروح ليس “العرض الأخير”، مضيفاً:
“نريد السلام،  وسنجد طريقة لإنهاء هذا الصراع".

من جانبه، أثار وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو جدلاً حين تم نقل عنه إبلاغ أعضاء في مجلس الشيوخ أن الخطة طورت من قبل روسيا، لكنه عاد في بيان لاحق لينفي ذلك، مؤكداً أن الاقتراح أمريكي المنشأ، وإن كان يستند إلى مدخلات من موسكو وكييف.

انتقادات أوروبية وتحذيرات من الاستسلام

أعرب رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك عن شكوكه في الخطة، قائلاً إن قادة أوروبا وكندا واليابان مستعدون لدراستها “رغم التحفظات”، مضيفاً أنه ينبغي معرفة “من هو صاحب الخطة الحقيقي وأين وضعت”.

وحذر 48 مسؤولاً وبرلمانياً من أوروبا وأوكرانيا في رسالة مفتوحة إلى شبكة ABC، من أن أي استرضاء لروسيا سيكون “غير أخلاقي وانتهاكاً لكرامة الإنسان”، مؤكدين أن القيادة الأمريكية الحازمة ضرورية لحماية الحرية والديمقراطية.

وقال البرلماني الأوكراني أوليكساندر ميريزكو إن البند الوحيد في الخطة الذي يمنحه “أملاً” هو الذي يؤكد سيادة أوكرانيا.