مسجد قايتباى بالفيوم.. على طراز المسجد النبوى مطعم بالعاج والصدف وسن الفيل

جامع خوند أصلباى" أو مسجد قايتباى، أشهر المساجد الإسلامية بمحافظة الفيوم، وهو من المقاصد السياحية لراغبى زيارة الأثار الاسلامية حيث أنه أنشئ بطراز معمارى فريد .

وفى موقع هام بمدينة الفيوم، وبه نقوش وزخرفة معمارية فريدة لا شبيه لها بباقى مساجد المحافظة تحفة معمارية عمرها 525 سنة.. أنشأته السلطانة خوند أصلباى على طراز المسجد النبوى بالمدينة الور وأطلقت عليها اسم زوجها السلطان "قايتباى".. به 3 دخلات متوجة من أعلى بصفوف من المقرنصات.

مسجد قايتباي على ضفاف ترعة بحر يوسف
يقع مسجد قايتباى فى أقصى الطرف الشمالى الغربى من مدينة الفيوم ، على ضفاف ترعة بحر يوسف، ويرجع إلى عصر الدولة المملوكية ، حيث أقامته السيدة "خوند أصلباى" زوجة السلطان قايتباى على قنطرة خوند أصلباى "باب الوداع حالياً" فى القرن الخامس عشر.

ويمتاز المسجد بأن منبره تم تصنيعه بطريقة يمكن فكها وتركيبها، كما أنه مطعم بالعاج والصدف وسن الفيل الذى استورد خصوصا له من الصومال وبه تحف أصلية كالباب ودكة المقرئ وتزينه زخارف الطبق النجمي الشهيرة في هذا العصر.

المسجد أنشئ فى ربيع الآخر سنة (905 هـ /1499م)
ويعود إنشاء المسجد إلي عام 901 إلى 904 هـ 1495 إلى 1498 م ، وكان قديماً يقع علي ضفة الشمال الغربي على بحر يوسف فوق القنطرة، وفي عام 1887 حدث تصدع انهار فيه نصف الجامع المقام على القنطرة، وفى عام 1998قامت لجنة حفظ الآثار العربية بالحفاظ على الأجزاء الباقية من الجامع وأصبحت مساحته مقصورة على الجزء المقام على الأرض.

كما يوجد نص مكتوب أعلي المدخل الرئيسي للمسجد جاء فيه " أنشأت هذا الجامع والقناطر خوند والدة الملك الناصر أبو السعادات محمد بن قايتباي"، كما يوجد بالداخل بئر لا أحد يعرف قصته وإن انتشرت حوله شائعات كثيرة تركزت حول أن ماء هذا البئر يشفي من الأمراض.

يقول إبراهيم رجب مديرعام الآثار الإسلامية بالفيوم" أنشئ هذا الجامع فى ربيع الآخر سنة (905 هـ /1499 م) وأنشأته خوند آصلباى زوجة السلطان قايتباى وهى أم ولده السلطان محمد (901-904 هـ /1496-1498 م) وأخت السلطان الملك الظاهر أبو سعيد قانصوة وقد تزوجت من الأتابكى جان بلاط الذى تولى السلطنة فيما بعد سنة (905 هـ-906 هـ /1499-1500 م) وذلك بعد وفاة ابنها الناصرمحمد وانتهاء زمن سلطنة أخيها وتعرضت أصلباى للاضطهاد فى عهد سلطنة العادل طومان باى سنة 906هـ /1501 م، وذهبت إلى الحج فى عهد قانصوه الغورى (906-922 هـ / سنة 915 هـ / 1520 م.

المسجد زين بسن الفيل المستورد من الصومال
وأضاف أن المسجد يتبع في تخطيطه النظام التقليدي القديم للمساجد إذ أنه كان مشيد على نسق المساجد الجامعة، حيث كان يتكون من صحن أوسط محاط بأربعة أروقه أكبرها رواق القبلة، إلا أن الجزء الشمالي منه تهشم وتمت بعض الإضافات المعمارية الداخلية له، وأصبح يتكون من مجاز قاطع على جانبيها رواقين أكبرهما رواق القبلة.

ويتميز المسجد بوجود بعض الأشرطة الكتابية التي تتضمن نصوص قرآنية ونصوص كتابية إنشائية بتاريخ إنشاء المسجد وهي منفذة باللون الذهبي وبعضها بالأصفر والأحمر ويعتبر منبر المسجد فريد من نوعه حيث زين بسن الفيل المستورد، وهو يتكون من صدر أوسط يغلق عليه باب المقدم ويتقدمه مرتبه خشبية تؤدي إلى السلم الخشبي الذي في نهايته بجلسة الخطيب .

واشار الى ان أهم النصوص المنقوشة بالمسجد تضمنت نص ( بسم الله الرحمن الرحيم إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر ومدون أيضا نص" انشات هذا الجامع والقناطر خوند والدة الملك الناصر أبوالسعادات محمد بن قايتباى بإشارة من الشيخ عبدالقادر الدخطوطى نفعنا الله ببركاته والملسمين آمين) ويعلو فتحة الباب عقد عاتق مكون من سابع صنجات، وعتب يحصران بينهما نفيس وهو مزخرف بزخرفة نباتية مورقة (الأربيسك) وعلى جانبى العقد العاتق يوجد خرطوشتان مستديران بكل منهما نص كتابى يقرأ فى الوسط "عز لمولانا السلطان الملك الناصر إلى ومن أعلى "محمد" ومن أسفل " عز نصره" ويعلو العقد العاتق بشباك صغير به مصبعات معدنية من الحديد وعلى جانبى الشباك لوحتين مربعتين من الرخام وهما فوق الخرطوشين، وكل منهما محاط بجفت لاعب ذوميمة مستديرة ويتوج كتلة المدخل من أعلى عقد مدائنى ثلاثى طاقيته هيئة نصف قبة ذات قطع مدبب ، مزخرفة من الداخل بما يشبه الشكل المحارى على هيئة الطاقية تخويصات وتو شحتى هذا العقد المدائنى خرطوشتين دائرين وليس بها كتابات .

الأثار ترمم المسجد وتم افتتاحة للصلاة
وأشار الى ان المسجد كان يحتاج الى ترميم وتم مناشدة وزارة الآثار وبالفعل أستجابت وانتهت من ترميم الجامع وافتتحته وأقيمت فيه شعائرالصلاة، وأوضح أن أعمال الترميم أظهرت جمال المنبروالمحراب وروعة زخارفهما كما ناشد أهالي الفيوم بالحفاظ على المسجد ليس فقد لقيمته الدينية ولكن أيضا لقيمته الأثرية فهوأحد أوجه تراث مصر الحضاري وتاريخ الفيوم.

وقال إن أعمال الترميم الإنشائي للمسجد تضمنت حقن أساسات المسجد والأعمدة الحاملة للعقود، وتسوية مناسيب الأرضيات، وإزالة طبقات البلاط المتهالكة وحقن الحوائط بمواد عازلة للرطوبة بالإضافة إلى تزرير وحقن الشروخ بالجدران والعقود، أما أعمال الترميم الدقيق فشملت الكشف عن العناصر الزخرفية أسفل طبقات الطلاء الحديثة وإعادة إحيائها وإبرازتفاصيل ألوان العناصر الخشبية بالمسجد من الشبابيك والأبواب والأربطة الخشبية والمنبر كرسي المقرئ ودكة المبلغ .

كما تم تنظيف الأعمدة الرخامية، وتذهيب العناصر الزخرفية بالمحراب وإعادة إحياء ألوانه، بالإضافة إلى عمل سور من الحديد حول المسجد لحماية واجهاته وخاصتنا أنه يقع فى منطقة شعبية وأن بعض الأهالى والباعة يفترشون حوله من ناحية بحر يوسف يوم الثلاثاء من كل أسبوع يحيث يعد سوقا للمدنية فى هذا اليوم .