00 أيام
00 ساعات
00 دقائق
00 ثواني

🎉 افتتاح المتحف الكبير ! 🎉

عاجل

130 عامًا.. د. نجم: الإفتاء مدرسة راسخة في صناعة الوعي الديني الرشيد |خاص

د.  إبراهيم نجم
د. إبراهيم نجم

تحتفل دار الإفتاء المصرية اليوم بمرور مائةٍ وثلاثين عامًا على تأسيسها، هذه المؤسسة العريقة التي وُلدت عام ١٨٩٥ لتكون عقلَ الأمة الفقهي وضميرَها الإفتائي، وحلقةَ الوصل بين ثوابت الشريعة ومتغيرات العصر، حتى غدت اليوم واحدةً من أقدم دور الإفتاء تنظيماً وأوسعها تأثيرًا في العالم الإسلامي.

130 عاما من الفتوى الرشيدة

وقال الدكتور إبراهيم نجم المستشار العام لمفتي الجمهورية، الأمين العام لهيئة ودور الإفتاء حول العالم، إن دار الإفتاء لم تكن مجرد مكاتب لتحرير الفتاوى، بل كانت ولا تزال مدرسةً راسخة في صناعة الوعي الديني الرشيد؛ فقد قدمت عبر تاريخها نموذجًا متوازنًا يجمع بين الوفاء للنصوص والمصادر الشرعية، وبين الإدراك العميق لتعقيدات الواقع وأسئلته المستجدة، فحفظت على المصريين والمسلمين في العالم دينهم، وساعدتهم على تنزيل أحكام الشريعة على حياتهم في قضايا الأسرة والمال والعبادات والعلاقات الدولية وسائر شؤونهم المعاصرة.

وتابع في تصريحات خاصة لـ «نيوز رووم»: نحن إذ نحتفي بهذه المناسبة التاريخية، نستحضر بإجلالٍ وإكبارٍ سيرةَ أعلام كبار من المفتين تعاقبوا على قيادة هذه الدار، فأرسوا تقاليد رفيعة في البحث والاجتهاد وضبط الفتوى، وأسهموا في صياغة كثير من التشريعات والسياسات العامة التي احترمت ثوابت الشريعة واستجابت في الوقت ذاته لمقتضيات الدولة الحديثة. هذا الإرث الضخم من الفتاوى والبحوث والتقارير أصبح اليوم مرجعًا موثوقًا للباحثين والهيئات الدينية في الشرق والغرب.

منصةً عالمية لمواجهة التطرف والعنف باسم الدين

وأضاف: لقد أصبحت دار الإفتاء المصرية في العقود الأخيرة منصةً عالمية لمواجهة التطرف والعنف باسم الدين، من خلال تفكيك خطاب الجماعات المتشددة، وإبطال فتاويها المنحرفة، وإبراز سماحة الإسلام ووسطيته، كما كان لها دور ريادي من خلال الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم في تنسيق الجهود الإفتائية بين أكثر من تسعين دولة، وتعزيز التعاون في مواجهة فوضى الفتاوى والتكفير.

وقال «نجم»، إن احتفالنا اليوم ليس مجرد نظرة إلى الماضي، بل هو تعهّد متجدد بالمستقبل؛ فدار الإفتاء عازمة على مواصلة مسيرتها في ترسيخ منهج الاجتهاد المنضبط، وتطوير أدواتها الرقمية والتقنية لخدمة طالبي الفتوى في كل مكان، والانفتاح على المؤسسات الدولية ومراكز البحث، لبيان الصورة الحقيقية للدين الإسلامي القائم على الرحمة والعدل والمواطنة واحترام كرامة الإنسان.

واختتم:  «في هذه الذكرى المباركة، نتوجه بالتحية لقيادة الدولة المصرية التي أولت دار الإفتاء دعمًا ورعايةً مكّنتها من أداء رسالتها، كما نوجّه الشكر لرجال الدار ونسائها، من العلماء والباحثين والإداريين، الذين يحملون الأمانة في صمتٍ واجتهادٍ وإخلاص. ونسأل الله تعالى أن يحفظ مصر ودار الإفتاء وأن يوفقنا جميعًا إلى خدمة ديننا ووطننا والإنسانية جمعاء، وأن يجعل ما قدمه السلف وما يقدمه الخلف في ميزان الحسنات، إنه نعم المولى ونعم النصير».

تم نسخ الرابط