مسرحية جديدة للأسترالي–المصري محمد هاشم في مهرجان دنفر للفنون المسرحية
يشارك المخرج والكاتب الأسترالي–المصري محمد هاشم في فعاليات المهرجان المسرحي الافتراضي الذي تستضيفه مدينة دنفر، كولورادو بالولايات المتحدة الأمريكية، والذي يُقام يومي 22 و23 من الشهر الجاري على مسرح مركز الفنون الموسيقية، وذلك من خلال عرضه المسرحي الجديد "المُخادِع الكبير".



المسرحية من إخراج آمي فينبرغ، ويؤدي الدورين الرئيسيين فيها كل من جيسيكا زاماروت ورؤوف زيدان، حيث يجسدان الشخصيتين المحوريتين للعمل في حوار متصل يشكّل البنية الكاملة للنص.
يمضي الكاتب محمد هاشم في هذه المسرحية إلى منطقة إنسانية ونفسية معقدة، مستلهمًا شخصية حقيقية مجهولة الهوية من العالم السفلي الأسترالي. ويأتي هذا العمل بعد النجاح الكبير الذي حققه عرضه السابق "جاليبولي: قصة لم تُروَ" العام الماضي، ليواصل هاشم مشروعه في إعادة قراءة التاريخ الخفي للمجتمع الأسترالي.
في تحضير هذا النص، تعاون هاشم مع الكاتب الأسترالي البارز رايموند موني، أحد أهم الأصوات المعروفة في أدب الجريمة والسجون، والذي كرّس خمسين عامًا من حياته لكتابة السير غير المعلنة للمجرمين الأستراليين وتجاربهم داخل المؤسسات العقابية وخارجها. وقد أمدّ موني هاشم بوثيقة تصف مجرمًا يُدعى "هوليوود جورج"، لتشكّل تلك السيرة نقطة الانطلاق لبناء العالم الدرامي للمسرحية.
تدور أحداث "المُخادِع الكبير" داخل غرفة مستشفى، حيث يرقد جورج على حافة الموت، ويشرع في اعتراف طويل أمام ممرضة غامضة. وفي هذا الفضاء المغلق تتكاثف الأسئلة الأخلاقية حول الذنب والندم والذاكرة وآثار العنف. وقد حرص هاشم على أن يحمل العمل إيحاءات درامية مستلهمة من كلاسيكيات عالمية مثل "موت بائع متجول" لآرثر ميلر، و**"الشريط الأخير لكراب"** لصمويل بيكيت، وفيلم "المريض الإنجليزي"، ليعيد مزجها في بنية سردية خاصة تُبرز هشاشة البطل وحدود صوته الأخير في الحياة
وتعكس المسرحية اهتمام هاشم بالطبقات الشعبية ولغتها اليومية، وبالعلاقة بين السرد الإجرامي والهوية الوطنية الأسترالية التي تشكّلت تاريخيًا على حكايات الخارجين عن القانون. ويأتي عرض العمل ضمن سياق دولي يمنح المسرحية مساحة جديدة للوصول إلى جمهور متعدد الثقافات، على منصة مسرحية افتراضية تحافظ على روح العرض الحي وتتيح في الوقت نفسه مشاركة عالمية أوسع.