محلل فلسطيني: السلاح لم يعد ورقة قوة لحماس بل عبئا يهدد وجودها
قال الدكتور سعيد أبو رحمة، المحلل السياسي الفلسطيني، إن اتفاق شرم الشيخ وقرار مجلس الأمن 2803 قد غيرا بشكل جذري طبيعة الصراع في غزة، حيث انتقلت المواجهة من حالة الاشتباك المفتوح إلى معادلة دولية معقدة تفرض قيودًا واسعة على حركة الأطراف، وفي مقدمتها حركة حماس.
وأوضح سعيد أبو رحمة في تصريح خاص لموقع نيوز رووم أن حركة حماس، التي كانت تمتلك سابقًا هامشًا واسعًا للمناورة العسكرية والسياسية، باتت اليوم محاصرة بخيارات محدودة، بعد أن تحولت من فاعل أساسي إلى طرف مطالب بالامتثال في ظل إجماع دولي على إعادة تشكيل الواقع في القطاع.

وأضاف أبو رحمة أن الاحتلال الإسرائيلي، المدعوم دوليًا بخطاب الاستقرار بات يتصرف كشرطي دولي، مستخدمًا القوة تحت غطاء قانوني، مما جعله أكثر جرأة في عملياته الميدانية دون خشية من ردود فعل دولية حقيقية.
كما يرى أبو رحمة أن حماس المقيدة ببنود الاتفاق، لم تعد قادرة على الرد العسكري دون المخاطرة بفقدان الشرعية الشعبية والدولية أو اتهامها بإفشال جهود الاستقرار.
وأشار إلى أن بيان حماس الذي طالبت فيه الوسطاء بالتدخل، يعكس انتقال الحركة من موقع الفعل إلى رد الفعل، بعدما لم تعد المبادرة بيدها، وأصبحت تراهن على الأطراف الدولية التي طالما اتهمتها بالانحياز، وهو ما اعتبره تحولًا استراتيجيًا كبيرًا يكشف ضيق الخيارات وضعف التأثير في المشهد الجديد.
وأكد أبو رحمة أن أخطر ما تواجهه الحركة اليوم هو التحول في النظرة الدولية إلى سلاحها، من كونه أداة مقاومة إلى هدف يجب نزعه بموجب قرار مجلس الأمن، مشيرًا إلى أن ظهور عناصرها بالسلاح بات يمثل خرقًا للاتفاق، الأمر الذي يجعلها مطاردة سياسيًا وإعلاميًا حتى داخل أرضها.
الخيارات المتاحة أمام حماس
وعن الخيارات المتاحة أمام حماس، أوضح أنها تشمل الخيار الدبلوماسي رغم كونه الأضعف تاريخيًا في أدائها، لكنها مضطرة اليوم لتفعيله عبر الوسطاء الإقليميين والدوليين، فضلاً عن الصبر المرحلي عبر انتظار تعثر المسار الدولي والحفاظ على قواعد الاشتباك دون تصعيد، ثم الانخراط الجزئي في المرحلة الثانية بفرض شروط تضمن بقاء بعض النفوذ وتجنّب خسارة كاملة.
كما دعا الدكتور سعيد أبو رحمة إلى إعادة التقييم الداخلي من خلال فتح قنوات مصالحة وطنية تعيد ترتيب البيت الفلسطيني وتمنح الحركة غطاءً أوسع.
وختم الدكتور سعيد أبو رحمة بأن حماس تقف أمام مرحلة شديدة التعقيد، بعدما تغيرت قواعد اللعبة، وأصبح ما كان مقبولًا كتكتيك في الماضي محاصرًا اليوم بالشرعية الدولية والدعم العربي المعلن للمسار السياسي الجديد، مؤكدًا أن الحركة أمام خيارين إما التكيف الذكي مع المعادلة الجديدة أو الصدام مع الطوفان الدولي، وهو خيار سيكون ثمنه باهظًا على الجميع، وعلى أهل غزة أولًا.



